نظمت وحدة إدارة المخاطر والكوارث في الشمال التابعة لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي، مناورة حية تحاكي هزة أرضية بقوة 6 درجات على مقياس رختر، وقعت قبالة الساحل اللبناني، وادت الى وقوع حرائق في المنطقة الصناعية في الميناء، وخسائر مادية وبشرية في مختلف المناطق اللبنانية.
ونفذت عملية التمرين في الميناء – طرابلس، وتأتي هذه العملية للتأكيد على الاستجابة السريعة والمنظمة وكيفية التنسيق عند اي كارثة قد تحصل من صنع الإنسان أو بفعل العوامل الطبيعية، ولتعزيز قدرات المؤسسات والمصالح الادارية الرسمية والاجهزة الأمنية من جيش وقوى امن داخلي ودفاع المدني وصليب احمر وبلديتي طرابلس والميناء وفوج الاطفاء في حال حصول أي أزمة.
وانطلقت العملية عند الساعة العاشرة من صباح اليوم، حيث تبلغت غرفة العمليات التابعة لادارة الكوارث بالحدث، وعلى الفور تلقى رئيس الغرفة محافظ الشمال القاضي رمزي نهرا اتصالا من قائد سرية طرابلس العقيد عبد الناصر غمراوي ابلغه بوقوع الحدث، فطلب نهرا من مديرة الغرفة القائمقام ايمان الرافعي دعوة اعضاء غرفة الكوارث الى اجتماع عاجل في غرفة العمليات في سرايا طرابلس لتفعيل عمل الغرفة المذكورة، ولكي يتمكن اعضاؤها من متابعة تطورات الحدث وتولي زمام تنسيق عمليات الاستجابة، وإستعراض خطط تحويل السير والاحلاء والايواء، إضافة الى وقائع الازمة وتحديد أولويات التدخل وسبل مساعدة المصابين واجلاء السكان وطلاب مدرسة النهضة القريبة من مكان الحادث.
وفي المقابل توافدت الاجهزة الميدانية المعنية من جيش وقوى أمن داخلي وأمن عام وأمن دولة ودفاع مدني وصليب احمر وفوج اطفاء طرابلس وورش من بلديتي طرابلس والميناء والجمعية الطبية الاسلامية، الى مكان الحدث، وبدأت بإخماد الحرائق في السيارات ومعمل القمح والمباني السكنية، اضافة الى اجلاء الجرحى ومعالجتهم في غرفة عمليات ميدانية من قبل الصليب الاحمر بقيادة رئيس اقليم الشمال روجيه بافيتوس وعناصر الدفاع المدني بقيادة رئيس قسم التدريب في لبنان نبيل صلحاني، فيما تولى ضابط الاتصال شادي جنزرلي عملية التنسيق الاتصالي بين المشاركين في العملية، في حين اجلت طوافة عسكرية هبطت بالقرب من المكان الجرحى ذوي الاصابات الخطرة، فضلا عن إجلاء سكان الابنية وطلاب المدارس المجاورة وتأمين أماكن مؤقتة لهم، في حين ضربت عناصر الجيش وقوى الامن الداخلي طوقا امنيا وقطعت الطرقات المؤدية الى مكان الحادث، وعمدت عناصر قوى الامن الى تحويل السير الى شوارع فرعية تسهيلا لعمل فرق الانقاذ، فيما شاركت عناصر المباحث العلمية في قوى الامن الداخلي في المناورة، والكلاب البوليسية في التفتيش عن المصابين.
حضر المناورة مقبل ملك ممثلا الرئيس نجيب ميقاتي، النائب علي درويش، وإيلي عبيد ممثلا النائب جان عبيد، فواز نحاس ممثلا النائب نقولا نحاس ومنير الحسيني ممثلا النائب محمد كبارة، احمد الصفدي ممثلا الوزير والنائب السابق محمد الصفدي، العميد البير حيار ممثلا قائد الجيش العماد جوزاف عون، العقيد وليد الشعار ممثلا امين عام مجلس الدفاع الاعلى اللواء الركن محمود الاسمر، قائد منطقة الشمال الاقليمية لقوى الامن الداخلي العقيد يوسف درويش ممثلا مدير عام قوى الامن الداخلي اللواء عماد عثمان، رئيس دائرة امن عام الشمال العميد ريمون ايوب ممثلا مدير عام الامن العام اللواء عباس ابراهيم، العقيد جان فنيانوس ممثلا مدير عام امن الدولة اللواء طوني صليبا، العقيد احمد العمري ممثلا مدير مخابرات الجيش العميد الركن طوني منصور، رئيس غرفة الصناعة والتجارة توفيق دبوسي، قائد سرية طرابلس العقيد عبد الناصر غمراوي، رئيس مكتب الارهاب في الشمال العقيد خالد سبسبي، آمر مفرزة استقصاء الشمال النقيب نبيل عوض، الممثلة المقيمة لبرنامج الامم المتحدة الانمائي بالانابة سلين مويرو، ورئيسي بلديتي طرابلس والميناء المهندس احمد قمر الدين وعبد القادر علم الدين، رئيس إتحاد بلديات بشري ايلي مخلوف، رئيسة المنطقة التربوية في الشمال نهلا حاماتي ممثلة مدير عام وزارة التربية فادي يرق، قائمقامو الاقضية واعضاء بلديتي طرابلس والميناء، وحشد من الفاعليات الطرابلسية وعدد كبير من الضباط.
وترأس المحافظ نهرا غرفة العمليات واشرف شخصيا على إدارة العملية في حين تولت مديرة الغرفة القائمقام ايمان الرافعي التنسيق بين الغرفة والاجهزة الميدانية، وعملت على تقديم المساعدة وكل ما يحتاجون اليه من دعم لوجيستي خلال مكافحة الحرائق واجلاء الجرحى، فيما عمد مدير وحدة ادارة الكوارث لدى رئاسة مجلس الوزراء زاهي شاهين والمستشارة التقنية للوحدة سوسن بو فخر الدين، المشرفان على عملية التدريب والتنظيم وفريق عملهما الى متابعة عمليات الاستجابة لحظة بلحظة وتسجيل أدق التفاصيل والملاحظات التي من الممكن ان تكون قد حصلت ليصار الى الاخذ بها والعمل على تفاديها في التدريبات المقبلة، كما قسمت غرفة عمليات المحافظة الى ثلاثة اقسام: قسم غرفة العمليات برئاسة العميد وليد الكردي، وقسم الموارد برئاسة رئيس المنطقة الاقليمية لوزارة الاشغال في الشمال المهندس الياس عقل، وقسم التخطيط برئاسة قائد سرية طرابلس العقيد عبد الناصر غمراوي ومساعده العقيد سيمون مخائيل، وكان دور الاقسام التنسيق الدائم مع غرفة العمليات الميدانية التي انشئت في مكان الحادث، بقيادة العقيد خالد اسماعيل.
وفي ختام المناورة استمع نهرا من رؤساء الاقسام الى آخر المستجدات واطلع منهم على كيفية التنسيق بين الاجهزة كافة والادارات الرسمية المعنية، خلال اخماد الحرائق واجلاء المصابين وعزل المنطقة المنكوبة ، واخلاء المباني ونقل الطلاب الى مدرسة مجاورة بشكل مجموعات بصحبة الهيئة التعليمية بمؤازرة من عناصر الصليب الاحمر وقوى الامن لتسليهم الى ذويهم.
بعد ذلك أكد نهرا في مؤتمر صحافي عقده في مقر غرفة العمليات في السرايا، على “نجاح المناورة كما خطط لها”، مثنيا على “الجهود الاستثنائية التي بذلتها كل الاجهزة المعنية من جيش وقوى أمن داخلي وامن عام وامن دولة، إضافة الى الدور الفعال للادارات الرسمية والصليب الاحمر والدفاع المدني وفوج اطفاء طرابلس، والهيئة الطبية وبلديتي طرابلس والميناء، شاكرا للرئيس علم الدين دعمه في تنفيذ المناورة.”