أقيم احتفال رسمي في حرم مرفأ طرابلس، برعاية وزير الاشغال والنقل يوسف فنيانوس ممثلا بالمدير العام للنقل البري والبحري عبد الحفيظ القيسي، لمناسبة زيارة الباخرة “عايدة 4” التابعة للأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا والنقل البحري في جمهورية مصر العربية لمرفأ طرابلس.
حضر الحفل سفير مصر نزيه النجاري، رئيس الاكاديمية الدكتور اسماعيل عبد الغفار، مدير مرفأ طرابلس الدكتور احمد تامر، رئيسة مكتب التمثيل الاقليمي لإتحاد الموانىء البحرية العربية فاتن مرعب سلهب، قائد القوات البحرية في الجيش اللبناني العميد حسين ضاهر، العقيد خالد الحسيني، رئيس مركز المخابرات في الجيش الرائد خالد محمد، رئيس بلدية شكا فرج الله كفوري، نقيب عمال المرفأ احمد السعيد، اضافة الى وفد رفيع المستوى من وزارة النقل المصرية وحشد من رجال الاعمال وفاعليات شمالية ولبنانية وكبار ضباط الباخرة وطاقمها.
بداية، استقبال المشاركين على وقع الموسيقى، واقامت المراسم والتشريفات المعتمدة في الباخرة، ثم عزف النشيدين اللبناني والمصري. ووقوف دقيقة صمت عن شهداء الجيش وقوى الامن الداخلي، وجولة في ارجاء الباخرة والتعرف على ميزاتها واهميتها في علم البحار، وما تقدمه من علوم بحرية للطلاب العرب والافارقة الذين يخضعون لدورات تدريبية بحرية على متنها تستمر أشهرا عدة.
درويش
والقى الزميل احمد درويش كلمة رحب فيها بالحضور وبطاقم السفينة، شاكرا اياهم وفي مقدمهم الدكتور عبد الغفار والسفير النجاري على محبتهم لاهل طرابلس وكل لبنان وعلى دعمهم لمرفأ طرابلس، كما شكر الوزير فنيانوس على اهتمامه ودعمه لمرفا طرابلس، مشددا على تمتين العلاقات الأخوية والتجارية بين لبنان ومصر العروبة. ووجه تحية اكبار للراحل رئيس مجلس ادارة مرفا طرابلس السابق محمود سلهب، واصفا اياه بالمبدع والمخطط والمفكر في تطوير وتوسيع مرفا طرابلس.
ونوه درويش بدور السيدة سلهب عقيلة الراحل بكفاحها وعصامتها وقدرتها على متابعة المسيرة رغم كل الصعاب والعوائق التي تعترضها، مؤكدا انها سيدة مثالية ومتميزة تصارع الامواج لتصل الى شاطىء الامان.
تامر
وألقى الدكتور تامر كلمة قال فيها: “اهلا وسهلا بكم جميعا في مرفأ طرابلس الدولي في حفل استقبال سفينة التجريب البحري المصرية عايدة أربعة، تأتي سفينة عايدة أربعة الى طرابلس هذه السنة والمرفأ على اعتاب تحولات كبيرة وعظيمة ستطال بشكل مباشر حجم الدور التجاري الذي سيلعبه في المستقبل القريب على الخارطة الاقتصادية لمنطقة شرق البحر المتوسط من جهة وغرب اسيا والشرق الاوسط من جهة أخرى، ومشاريع إعادة اعمار سوريا والعراق”.
أضاف: “الميناء الذي كان صغيرا ومتواضعا بأعماقه وبحجم ونوع بضائعه وسفنه سيتحول مع الدعم الذي يلقاه من الرئيس سعد الحريري ووزير الاشغال العامة والنقل يوسف فنيانوس لميناء لوجستي متكامل قادر على تأمين خدمات متكاملة بأسرع وقت واقل كلفة وأصبح محط اهتمام تجاري من كافة الدول في العالم يحسب له ألف حساب بما يتميز به من قدرات تنافسية قادرة على مزاحمة الموانئ المنافسة”.
وتابع: “دعمكم معالي الوزير ووقوفكم الى جانب مرفأ طرابلس منذ استلامكم لمهامكم الوزارية ساهم بشكل مباشر في تحقيق إنجازات وتحولات جذرية لهذا الميناء والتي من أهمها:
– حققنا نموا في الارادات في الأشهر الخمسة الأولى من السنة الحالية وصلت الى 8%
– سيصل حجم تداول الحاويات للسنة الحالية الى 100 ألف حاوية نمطية
– بلغ حجم النمو في تداول الحبوب في مرفأ طرابلس 42 % والحديد 60% خلال السنتين الآخرتين
– بفضل دعمكم وجهودكم معاليك استطعنا الحصول على قرض البنك الإسلامي بقيمة 86 مليون دولار امريكي واقراره في مجلس النواب اللبناني والذي سيحول ميناء طرابلس الى ميناء ذكي متطور
– تم وضع سياسة تسعيرية منافسة مبنية على أسس علمية
– تم انجاز المخطط التوجيهي النهائي للمرفأ حتى العام 2028 مع دراسات الجدوى المرتبطة به
– تم تحديد الخدمات الملاحية على مدخل القناة البحرية للميناءء والمتصلة بالمباشرة بالأقمار الاصطناعية
– تم وضع دفاتر شروط المشاريع الممولة من البنك الإسلامي والتي ستطرح قريبا للالتزام بالتعاون مع مجلس الانماء والاعمار.
– تم توسعة مداخل المرفأ القديمة وتم بناء ابنية مستقلة للأجهزة الأمنية والجمركية
وختم:من هذا المنبر وبحضور زملائي واحبائي عائلة مرفأ طرابلس نتقدم من معاليك بالشكر الجزيل على هذا الدعم الكبير للمرفأ وعائلته ولي شخصيا”.
أضاف: “لمرفأ طرابلس مع الاكاديمية العربية والسفينة عايدة والشعب المصري تاريخ طويل من التعاون الاخوي البناء الذي يترجم كل سنة ببرامج تعاون تدريبي لتعزيز كفاءة ومهارات كوادر الميناء على أداء المهام التي تصب جميعها في خدمة سياسة السلامة البحرية”.
وختم: “نرحب بالأخوة المصريين في بلدهم لبنان وفي مدينتهم طرابلس الفيحاء، ونترحم على أرواح شهداء الجيش اللبناني وقوى الامن الداخلي الذين ضحوا بأرواحهم ودمائهم لتحيا طرابلس وابنائها، ونحيي قيادات الجيش اللبناني والامن العام والامن الداخلي على ما يبذلونه من جهد استثنائي لحماية أمن مرفأ طرابلس وعائلته”.
سلهب
بدورها قالت السيدة سلهب: “مرة جديدة ودائمة يستضيف مرفأ طرابلس السعيد بموقعه المميز وبإدارته الواعدة ان يأخذ حقه الطبيعي بصدارة الموانئ العالمية: مرة جديدة تعود الباخرة الاكاديمية عايدة أربعة الى حضنها الثاني بعد الإسكندرية عروس البحر المتوسط، هودة عايدة ليست مجرد زيارة أحضان وامواج بيتها الثاني واهل البلد على شوق دائم لرؤية العروسة التي تزفها مياه طرابلس الى اناقة عرس الموانئ، عايدة التي تحمل توقيع الرئيس الحكيم للأكاديمية البحرية معالي الدكتور إسماعيل عبد الغفار الذي اولاها أجمل ألوان الابداع والحداثة. مرة جديدة يكتب بحكمة ادارته المميزة مدير المرفأ الأخ والصديق الدكتور احمد تامر، فصلا جديدا من التآخي والتضامن والجرأة في تقديم المرفأ العتيد كحاضن عالمي لكل متطلبات الإبحار والتجارة واحداث الكفاءات لتبقى المثالية والجهوزية ليست مجرد افتراض بل خطوة لا بد ان شاء الله نفوز بها. مرة جديدة تلقي الباخرة عايدة التحية وهي تقترب من لوحة تكريم رئيس مجلس الإدارة اعطى العمل الجدي قوة من الدفع حتى وافى الرفيق الأعلى”.
أضافت:” محمود سلهب اول المرحبين بعايدة من وراء حجاب يشعرني بتدفق الروح وليس غياب الجسد، عايدة ورئيسها وطاقمها على شوق مشترك مع اهل المدينة والجوار”.
وختمت: “عايدة ليست بحاجة لسمة الدخول لأنها من اهل البيت في المرفأ الطرابلسي وهويتها العربية تحصد في طريقها نتاج اللؤلؤ من محارات على الطريق السالك دوما بين مياه الإسكندرية ومياه طرابلس. اهلا بكم مع الناس الطيبين وطيب ذكرى الراحلين عايدة تحمل الوفاء”.
الغفار
وألقى الدكتور عبر الغفار كلمة حيا فيها شهداء الجيش وقوى الامن الداخلي، وشكر الوزير فنيانوس على دعمه واعتباره ان الباخرة عايدة باتت تحمل الجنسية اللبنانية، مؤكدا ان “الباخرة عايدة اصبحت ترمز للتعاون العربي المشترك الناجح والمتميز”، لافتا الى ان “رفع الاعلام العربية على متن الباخرة يدعو للفخر والاعتزاز”، مشيرا الى ان “الاكاديمية تربطها علاقات وثقية ومثمرة بلبنان من خلال توقيع اتفاقيات عدة مع عدد من الجامعات”.
وفي الختام شكر عبد الغفار الدكتور القيسي والدكتور تامر والسيدة سلهب على كل ما قدموه من حفاوة واستقبال له ولطاقم الباخرة.
النجاري
بدوره، حيا السفير النجاري “أرواح شهداء الجيش الذين سقطواأخيرا في طرابلس”، مستنكرا “الجريمة الارهابية التي هزت طرابلس ولبنان وكل الدول العربية”، مشددا على “أهمية
التعاون وتعزيز العلاقات بين لبنان ومصر وعلى عمق العلاقات التاريخية بين الشعبين”.
وقال: “الشعب اللبناني شعب مضياف وحضاري وعريق، وهو النموذج في العيش المشترك، ونحن اليوم في مرفا طرابلس الدولي الذي نتمنى له دورا رياديا ومهما في المنطقة، ونستطيع ان نؤكد ان الجمهورية العربية المصرية تهتم بشكل كبير بلبنان عموما وطرابلس خصوصا، وهي تولي اهتماما مميزا لهذه المدينة الواعدة ولمرفئها، وباستطاعتنا أن نتعاون سوية في شتى لاسيما في المجالات التجارية والاقتصادية والسياحية”.
وختم: “أنا سعيد أن أكون بينكم في طرابلس وأهنئكم على ما تبذلونه من جهود في سبيل تعزيز التعاون، خصوصا مع الاكاديمية، وكل عام وانتم بخير”.
فنيانوس
كلمة الوزير فنيانوس القاها باسمه الدكتور القيسي قال فيها:” اود بداية ان انقل اليكم تحيات معالي وزير الاشغال عامة والنقل الأستاذ يوسف فنيانوس واعتذاره عن عدم تمكنه من مشاركتكم هذا اللقاء لأسباب طارئة. لقد كلفني معالي الوزير وشرفني بتمثيله باحتفالكم هذا والقاء كلمته. يسعدني ان أكون بينكم اليوم في استقبال سفينة التدريب البحري عايدة 4 القادمة من عروس البحر المتوسط مدينة الإسكندرية في جمهورية مصر العربية، حيث ان ما يجمعنا بمصر المحروثة ام الدنيا هو تاريخ طويل ومشترك من العلاقات الأخوية على كافة الصعد والمجالات التجارية والاقتصادية والفنية والاجتماعية والثقافية”.
أضاف: “تأتي زيارة السفينة عايدة أربعة هذه السنة الى مرفأ طرابلس عقب احداث اليمة ومحزنة اصابت هذه المدينة الأبية ليلة عيد الفطر السعيد وأسفرت عن سقوط شهداء ابطال ومناضلين من الجيش اللبناني وقوى الامن الداخلي فدوا بأرواحهم وأنفسهم ودمائهم تراب طرابلس الطاهر لتحيا هذه المدينة بعز وكرامة فطرابلس كانت وستبقى رمزا للنموذج اللبناني في التعايش والاعتدال وما جرى فيها من احداث لا يعكس بالطبع هويتها الحقيقية في التسامح والوطنية والانفتاح على الاخر المختلف”.
وتابع: “ان القضاء على الفكر المتطرف لا يكون بالأمن فقط ومحاربة هذا الفكر لا يكون الا بالفكر المعتدل الذي يرتكز على إظهار جوهر الدين الذي يحرم قتل نفس حرم الله قتلها ويكون كذلك بالتنمية المستدامة وبتنفيذ المشاريع التي يمكن من خلالها إيجاد فرص عمل للشباب تحتاجها مدينة طرابلس قبل أي شيء آخر”.
وتابع: “من هنا ينطلق حرصنا على تنفيذ مشاريع تنمية في مدينة طرابلس ومن أهمها مشروع توسعة وتطوير مرفأ طرابلس الذي نعتبره منطلقا ومفتاح لكل المشاريع الأخرى. فهذا المشروع الذي نكافح بالتعاون مع رئيس الحكومة سعد الحريري وجميع الايادي البيضاء الطرابلسية دون استثناء لجعله حقيقة واقعة وملموسة من شأنه ان يحول مدينة طرابلس الى مركز اقتصادي محوري في شرق المتوسط”.
وقال: “إننا نولي الاهتمام الكبير لإنجاز المنطقة الاقتصادية الخاصة والبدء في نشاطاتها التي ستفتح افاق واسعة في إيجاد فرص عمل جديدة وفي جذب الاستثمارات لتنفيذ مشاريع اقتصادية تساهم في تنمية مدينة طرابلس ومنطقة الشمال بإكمالها. أحبائي ضيوف مدينة طرابلس القادمين من ارض الكنانة أؤكد لكم ان ما يجمعنا بالأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا والنقل البحري هو تاريخ طويل من التفاعل العلمي المتبادل والذي نتطلع لتكريسه في المستقبل تعاوننا مشتركا في كافة المجالات العلمية والتدريبية والتي تصب بالتأكيد التزامنا الدائمة بالمتطلبات الدولية في المجالات السلامة والامن البحري وحماية البيئة البحرية وزيادة فعالية اساطيلنا البحرية وبالتالي الى زيادة حجم التبادل التجاري بين الدول العربية”.
وختم: “أتوجه بالشكر الجزيل للأكاديمية العربية ورئيسها الأخ والصديق العزيز الدكتور إسماعيل عبد الغفار ولطاقم سفينة التدريب عايدة أربعة وللأخوة المصريين في بلدهم الثاني لبنان، ونؤكد على عزمنا واصرارنا على ان يكون لمرفأ طرابلس الدور الفاعل كأحد المرافئ الرئيسية والمحورية في منطقة الشرق المتوسط وليكون أساس في التنمية المستدامة لمدينة طرابلس والشمال لتبقى هذه المدينة مدينة العلم والعلماء الحضن الحافظ لقيامة الوطن وسعادة أبنائه”.
وفي ختام الحفل، قدم الغفار درعا لشهداء الجيش تسلمه العميد ضاهر تقديرا لتضحياتهم، ودرعا لكل من الدكتور القيسي وللسيدة سلهب، كما قدم القيسي بإسم الوزير فنيانوس درعا أخرى لشهداء الجيش وللدكتور عبد الغفار، ومن ثم قدم النقيب السعيد بإسم عمال المرفا درعا للاكادمية تسلمها الدكتور عبد الغفار، واخيرا قدمت السيدة سلهب والدكتور تامر والدكتور القيسي درعا للزميل درويش تقديرا لجهودها، ثم اقيمت مأدبة عشاء على شرف المشاركين من إعداد طاقم السفينة.