وقعت الجامعة الأميركية في بيروت، في حضور الملكة سيلفيا، ملكة السويد والرئيسة المؤسسة لـ”مينتور الدولية”، مذكرة تفاهم مع “مينتور العربية” حول العمل مع الشباب من أجل تحسين صحة الشباب في العالم العربي. وبعدما افتتحت معرض مؤسسة “مينتور” في مكتبة يافت في الجامعة، وبعد جولة لها في الحرم الجامعي، حضرت الملكة سيلفيا في قاعة الأسمبلي هول في الجامعة برفقة اللبنانية الأولى السيدة نادية عون، حفل إطلاق “منصة إرشاد الشباب”.
وتضفي مذكرة التفاهم هذه الطابع الرسمي على الشراكة المستمرة منذ أكثر من عقد بين كلية العلوم الصحية في الجامعة الأميركية في بيروت و”مينتور” العربية، مع رؤية مشتركة لتمكين الأطفال والشباب، مع التركيز على المنطقة، لعيش حياة صحية واتخاذ خيارات صحية.
وقال رئيس الجامعة الأميركية في بيروت الدكتور فضلو خوري: “نحن متحمسون لأن الزملاء في كلية العلوم الصحية سيعملون مع “مينتور العربية” لتطوير منهاج عالمي للوقاية، وللتعاون في مجال البحوث ونشر المعرفة، وتيسير وجود أماكن ينخرط فيها الطلاب وأعضاء هيئة التعليم”.
وخلال زيارتها للجامعة الأميركية في بيروت، التقت الملكة سيلفيا الدكتور فضلو خوري وافتتحت معه معرض مؤسسة “مينتور” في مكتبة يافث، والذي يوثق ربع قرن من إنجازات “مينتور”. وبعد جولة في حرم الجامعة برفقة وفد سويدي ولبناني، تلقت فيه تشجيع الطلاب والموظفين في الجامعة الأميركية في بيروت، انتقلت الملكة إلى قاعة الأسمبلي هول. وقد مثلت السيدة عون رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، راعي الاحتفال.
وقال خوري: “أريد أن يكون الجامعة الأميركية في بيروت المكان الذي يتعلم فيه الطلاب المهارات التي يحتاجون إليها لمواجهة تحديات اليوم مع التركيز على احتياجات جنوب الكرة الأرضية. ومن هذه التحديات معالجة موضوعات مثل المواد المحلية والهياكل والمباني المستجيبة للمناخ؛ والهندسة والعمارة للكوارث ولما بعد انتهاء الصراع؛ وتغير المناخ في المنطقة العربية والابتكارات البسيطة التقنية من أجل الصحة”.
وأضاف: “إن الجامعة الأميركية في بيروت هي جامعة تزداد تنوعا وتضم الآن نحو 9500 طالب من 94 دولة، وهي جامعة اشتمالية زادت بشكل مطرد مساعدتها المالية القائمة على الحاجة وعلى الاستحقاق لتغطية ستين في المئة من الجسم الطالبي ونحو ثمانين في المئة من الطلاب الذين يطلبون المساعدة”.
وقالت الدكتورة ليليان غندور، الأستاذة المشاركة في كلية العلوم الصحية في الجامعة: “هناك 1.8 مليار شاب وشابة تراوح أعمارهم بين 10 و24 عاما في العالم اليوم، وهو أكبر رقم من الشباب في التاريخ. ويشكل الشباب في العالم العربي النسبة الأعلى على مستوى العالم”.
وأضافت: “منصة إرشاد الشباب ستبني على حفل اليوم وستوفر للشباب فرصا للتعلم من نضالات ونجاحات الآخرين الذين ربما نجحوا أو ما زالوا يكافحون. كما ستوفر للشباب مجالا للتعبير عن أفكارهم وآرائهم ومخاوفهم، وستوفر لنا نحن البالغين مجالا للاستماع بفعالية ومن دون حكم مسبق، وبذلك، سوف نتأكد أيضا من أن تضم المنصة مجموعة متنوعة من الشباب، لمعالجة مجموعة متنوعة من اهتمامات الشباب، واتباع أفضل الممارسات، وتسجيل أحدث الأدلة على “فعالية الإرشاد”.
وتضمن حفل إطلاق المنصة حلقة نقاش شارك فيها الدكتور فاروق الباز، عضو المجلس الاستشاري للعلوم والتكنولوجيا في مصر. وكان الباز عمل مع وكالة الفضاء الأميركية (ناسا) في الاستكشاف العلمي للقمر والتخطيط لبرنامج أبولو. كذلك شاركت في الحلقة مريم فرج، رئيسة المسؤولية الاجتماعية للشركات في مجموعة “ام بي سي”. وشارك أيضا ظافر العابدين، وهو ممثل وعضو لجنة أصدقاء “مينتور العربية”، وجنيفر سليمان، رئيسة قسم الاستدامة في مجموعة زين، وآبو، وهو مغن وعضو لجنة أصدقاء “مينتور” العربية. وتحدث المشاركون عن الدور المهم الذي لعبه الإرشاد في حياتهم المهنية وخبراتهم الشخصية، وشاركوا في حوار أداره الإعلامي زافين كيومجيان وجلسة أسئلة وأجوبة مع شباب الجامعة الأميركية في بيروت.
وقالت ثريا إسماعيل، المديرة التنفيذية في “مينتور” العربية: “لقد أثبت الإرشاد أنه وسيلة تدخلية فعالة للشباب لا تؤدي إلى تحسين النتائج الأكاديمية والمهنية فحسب، بل تعزز أيضا الأداء الاجتماعي والعاطفي”. وشرحت ما أثبت علميا من فوائد للإرشاد في القيادة الملهمة والتغلب على التحديات. وقالت: “خلال الأوقات الصعبة والتحديات، تحتاج إلى البحث عن الإرشاد، وتحتاج إلى رؤية التوجيه، وتحتاج إلى الإيمان بالناس الذين يهتمون بك ويريدون الأفضل لك”.
واختتم الحفل بكلمة رئيسية ألقتها الملكة سيلفيا التي شكرت الرئيس عون على رعايته للحفل ممثلا بالسيدة الأولى، ونوهت بالجامعة الأميركية في بيروت لدعمها وتعاونها كشريك في برنامج “مينتور”.
وقالت الملكة سيلفيا التي أسست مؤسسة “مينتور” الدولية في العام 1994 بهدف الوصول إلى الشباب وإحداث تغيير في حياتهم: “هذه زيارتي الأولى للبنان، ويشرفني أن أكون هنا في منصة المعرفة والتطوير هذه. وخلال ربع قرن مضى، نفذت مينتور مشاريع في أكثر من ثمانين دولة، حيث وصلت إلى أكثر من ستة ملايين من الشباب”.
وأضافت: “أقتبس من بيان مهمة الجامعة الأميركية في بيروت تشجيع حرية الفكر والتعبير وقيمة التفكير النقدي والتعلم مدى الحياة والمسؤولية المدنية والقيادة. وتعبر هذه الكلمات عن بعض القيم الأساسية المتعلقة بالشباب والتمكين الشخصي، تظهر رؤاهم في الحياة وهم يعملون مع مرشديهم، وهنا في جامعتهم، يخلقون قوة تغيير تساهم بشكل إيجابي في مجتمع الغد”.