كتب عبد السلام تركماني .
بخطى بطيئة لكن واثقة ،تستعيد طرابلس (بهمة واصرار من بعض الغيورين عليها ) حيويتها ،وتتوالى الاعلانات عن افتتاح مؤسسة تجارية هنااو مشروع استثماري هناك ، لكن ” فكرة جديدة تميزت عن هذا المسار و برزت في ساحة التل ، مع افتتاح “مقهى فهيم ” بعد اغلاق طويل ،في خطوة جريئة تصل الى حد المغامرة في اختيار الزمان والمكان ،يبررها اصحابها ( رجلا الاعمال خضر المصري الشعراني ومازن السيد )بالرغبة في الاستثمار قي تراث طرابلس، عبر اختيار قلبها النابض تاريخيا ساحة التل وفي المركز منه” مقهى فهيم” ،بهدف استعادة حضور وٱلق التل كوسط تجاري ثقافي للفيحاء وجوارها .
مشروعنا لا يهدف للربح يقول خضر الشعراني “،طبعا لا احد يعمل للخسارة لكننا نريد من وراء اطلاق هذا المقهى تحريك العجلة الاقتصادية وجذب الانتباه الى وسط المدينة ،وفي كل” حركة بركة” لذلك نعتبر اننا باستثمارنا في هذا المرفق التراثي ننشط اقتصاد التل كسوق رئيس كان لاجيال خلت مقصد الطرابلسيين والشماليين و اللبنانيين والاجانب كما انه يؤمن نحو عشرين فرصة عمل لابناء طرابلس .وقد راعينا في عملية تاهيلة التي تمت في زمن قياسي (اسابيع قليلة )علما ان العمل كان شاقا ومعقدابسبب الاهمال المزمن وتراكمه ، لكننا استطعنا ان نجعله جاهزا للعمل مع بداية الشهر الفضيل رمضان المبارك ،ونامل ان ينال اعجاب الطرابلسيين وزوار المدينة،.”
اذا “مقهى فهيم” عاد شعبيا في اسعاره(3 الاف ليرة الطلبية ) نخبويا في رواده ،عائليا بالدرجة الاولى ، يفتح ابوابه في رمضان من بعد الافطار وحتى السحور ، هنا يمكن لاي عائلة ان تقضي سهرة تراثية في وسط المدينة ،داخل قاعة المقهى او في الباحة الخارجية بمبلغ معقول جدا ،مع الاشارة الى قرب اطلاق مواكبة فنية (عزف على العود اوالبيانو ) للامسيات بما يضفي اجواء تراثية يقافية تعكس رمزية المكان العابق بالتاريخ والذكريات.
ثمة مغزى كبير في المبادرة فهي استثمار في الحجر والبشر ، يصل حد المغامرة بادر اليها طرابلسيان غيوران على تراث مدينتهم ،فوظفوا مالهم في “اعادة اطلاق ” مقهى فهيم ، لانهم يؤمنون بان التل قلب الميدنة النابض ، تعرض لنوبات عنف شبه متواصلة كادت ان توقف نبضاته ، وهو يستحق فرصة لاستعادة حيويته. ،(وهذا هو الدور المجتمعي لرجال الاعمال البعيدي النظر )، والكرة الان في ملعب المجتمع المدني ونخبة الفيحاء ،فهل ستطلق شحنة دعم معنوية وستساند فعلا لا قولا هذه “المغامرة ” ،بارتياد مقهى فهيم والتردد اليه،ليعود وتعود معه منطقة التل نابضة بالحياة ، ام ستكون هذه المبادرة يتيمة بمواجهة غول الاهمال واللامبالاة ،فسيستمر مسلسل التشدق بالمحبة والغيرة على تراث حاضر، يكاد يصبح بائدا حتى الغرق في دموع البكاء على الاطلال !.
لا تنتظروا دعوة رسمية فتراث المدينة ونهوضها مصلحة للجميع .
المبادرة برسمكم ومقهى فهيم بانتظاركم .