خاص جوزاف وهبة – Lebanon On Time –
لم يعد لائقاً لمن يعملون في الشأن العام أن يستسهلوا اللجوء الى القضاء (ولو كان هذا حقّاً قانونياً مكتسباً) كلّما كتب صحافي مقالة تتناول سيرتهم، أو كلما تحدّث إعلامي في محطّة تلفزيون أو على أثير إذاعة عن أمر يخصّ هذا السياسي أو ذاك، حتى ولو كان في الموضوع شيء من التحامل أو المبالغة، كما فعل ويفعل (بشكل دوري ومكثّف وغير مسبوق) المرشح الخاسر عن المقعد السني في طرابلس عمر حرفوش القادم أصلاً من بلاد الحريات الاعلامية المطلقة..
فقد تقدّم مؤخّراً بدعوى قضائية بحقّ الزميل غسان ريفي (نائب نقيب المحررين وصاحب موقع سفير الشمال).وهو بات، أي المدّعي حرفوش، صاحب سلسلة من الدعاوى بحقّ الزملاء الاعلاميين، إذ يلجأ الى القضاء (عالطالع وعالنازل)، ما يجعل السؤال مشروعاً له ولباقي السياسيين:أوليس على كلّ متعاطٍ بالشأن العام (وبالأخصّ الشأن السياسي المباشر) أن يتّسع صدره للإنتقاد بما فيه التجريح، وأن يواجه الكلمة بالكلمة، والمعلومة بالتوضيح، بدل سلوك الدرب الوعر للقضاء، وهو ما يشير الى ضعف في الوعي الديمقراطي لصاحب الدعوى!
نحن “مع” الزميل غسان، ظالماً أو مظلوماً.أصاب في ما كتبه، أو لم يصب.فالاعلام منبر يتّسع للجميع ومتاح للجميع.ومن رأى في مقالة أو حديث إعوجاجاً، ما عليه إلّا اللجوء الى حقّ الردّ، ومقارعة القول بالقول، والحجّة بالحجّة..وهكذا تكتمل فصول اللعبة الديمقراطية.فليسحب السيّد حرفوش دعواه، ولينشر نصّاً مقابلاً (وهذا حقّ ملزم بآداب وقانون المطبوعات)، وليترك للقارئ أن يتبيّن الخيط الأبيض من الخيط الأسود.أتركوا الدعاوى والقضاء للجريمة..فالكتابة لم ولن تكون يوماً جنحة أو جريمة!
نقابة المحررين
وفي هذا السياق، أصدرت نقابة محرري الصحافة اللبنانية بياناً جاء فيه:
تستنكر نقابة محرري الصحافة اللبنانية وتدين إقدام المدعو عمر حرفوش على رفع دعوى قضائية في وجه نائب النقيب الاستاذ غسان ريفي، وتعلن تضامن مجلس النقابة واعضائها مع الزميل ريفي، وتدعو حرفوش إلى الإقلاع عن إقامة هذه الدعاوى بذريعة الحق القانوني المشروع، وهي ليست المرة الأولى التي يعتمد فيها هذا الأسلوب مع الزملاء الذين يخالفونه الرأي، ويضيق ذرعاً بتحليلاتهم، ووجهة نظرهم.
وكلّف مجلس نقابة المحررين محامي النقابة بمتابعة الدعوى، مؤكدا ًأن المرجع القانوني الصالح الناظر في قضايا المطبوعات والنشر ،هي محكمة المطبوعات. وهي ستحتفظ بحقها في إقامة الدعوى ضد المدعو عمر حرفوش لتطاوله على الصحافيين والاعلاميين.