تفاجأ كثيرون ممّن تواصلوا يوم أمس مع رئيس حركة الاستقلال النائب ميشال معوض. كان الرجل سعيداً جدّاً بمشهد المصالحة التي شهدتها بكركي.
تجمع الصورة شخصيّة بعّده عنها الخلاف الانتخابي، وشخصيّة فرّقه عنها التاريخ. يجلس ميشال معوض اليوم على يمين جبران باسيل، بعيداً عن جعجع، حليف الأمس في ١٤ آذار، وعن فرنجيّة ابن المدينة الواحدة. لكنّ معوض لم يتغيّر. قال، في الأمس، مبروك لمن صافح وصفح. وهنيئاً لمن طوى الصفحة.
هو قارب المشهد بعين المسيحي، المؤمن بالغفران، كما بعين الزغرتاوي، الحريص على العلاقة مع بشري، وأيضاً اللبناني الذي يعرف أنّ الحرب كانت ثقيلة وتركت جراحاً كنّا نخشى ألا تندمل يوماً. جرح استشهاد والده أحدها، والذكرى بعد أيّام، في العيد الخامس والسبعين لاستقلالٍ غالباً ما كان منقوصاً. واليوم تنقصه حكومة، وأموراً أخرى…
ومع المصالحة، كانت دعوة من معوض الى “أن يكون إقفال ملف المصالحات التي شهدها لبنان ما بعد الحرب شاملاً لقضيّة المفقودين قسراً، خصوصاً بعد خطوة المجلس النيابي بهذا الشأن، والاغتيالات التي لم تصدر فيها أحكام قضائيّة لنختم صفحة الحرب بشكلٍ نهائي”.