الحراك الحكومي يترقب لقاء الرئيس ميشال عون مع رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري، واليه اجتماع اعضاء اللقاء التشاوري السني في منزل احدهم النائب عبدالرحيم مراد اليوم لتقييم الحلول المطروحة لمسألة تمثيلهم في الحكومة والموافقة على ما تفاهم عليه أولو الأمر.
وكان الرئيس المكلف عاد من لندن اول من امس وبرفقته نجله حسام المتخرج في كلية «ساندهيرست» العسكرية البريطانية، حيث توجها توا الى ضريح والده الشهيد رفيق الحريري حيث تلوا الفاتحة، وكتب حسام في سجل الضريح «الله يرحمك يا حبيب قلبي».
المصادر المتابعة نقلت اشتراط النائب مراد وزملائه الآخرين استقبال الرئيس الحريري لهم قبل اي تفاهم ممكن.
ورجحت المصادر لـ «الأنباء» ان يقترح الرئيس عون عقد مثل هذا اللقاء بين الرئيس المكلف ونواب سنة حزب الله في القصر الجمهوري بعبدا كحل وسط.
وقال النائب مراد: الوزير الذي نريده يجب ان يكون من حصة اللقاء التشاوري، وليس من حصة رئيس الجمهورية او الرئيس المكلف، بينما أشار النائب قاسم هاشم عضو اللقاء الى امكانية التنازل عن توزير احد اعضاء اللقاء لمصلحة صديق مشترك، انما دون شروط.
في المقابل، تم ابلاغ اللقاء بعدم جواز املاء الشروط او الارشادات على الرئيسين عون والحريري لا في السياسة ولا في غيرها.
في هذه الاثناء، كشفت مصادر مطلعة عن اتصالات في الظل يفترض ظهور نتائجها اواسط هذا الاسبوع وفق ما تم التوافق عليه بين الرئيس المكلف سعد الحريري ووزير الخارجية جبران باسيل خلال لقائهما في لندن.
وتوقعت مصادر حزب الله ان يتبلور مصير الحكومة اما قبل الميلاد (25 الجاري) او قبل رأس السنة في 31 منه، والا فالبحث عن مخرج سيستمر مع ادراك الجميع ان الوقت لم يعد يرحم والتنازل بات واجبا.
بيد ان مصادر التيار الوطني الحر مازالت خارج هذه الصورة الوردية، وهي ترى من خلال قناة «او.تي.في» ان حكومة الانجازات الموعودة لاتزال تنتظر ازالة اللاءات والاشارات الحمراء لتسهيل التشكيل.
بدوره، توجه البطريرك الماروني بشارة الراعي الى المسؤولين السياسيين، مشيرا الى عرقلتهم تأليف الحكومة الجديدة، وبالتالي يزيدون الازمة الاقتصادية والمالية التي بلغت حيز الخطر على البلاد، اضافة الى المزيد من الفقر وتحطيم آمال الشباب، سائلا في عظة قداس الأحد من بكركي: كيف يمكن قبول هذا الواقع الشاذ في ممارسة العمل السياسي والافراط في السلطة؟
وأضاف: هل المقصود تعطيل الدولة التي يتفاقم دينها مع اطلالة كل صباح لغاية مبطنة ما؟
من جهته، عضو تكتل الجمهورية القوية (القوات اللبنانية) د.فادي سعد دعا الى تشكيل حكومة بمن حضر وعرضها على مجلس النواب لنيل الثقة، وقال في حديث متلفز: هذه سابقة ان يعطل فريق سياسي واحد تشكيل الحكومة، فحزب الله يحاول استخدام فائض القوة لديه في الداخل، وهو يبتدع العقدة تلو العقدة، وعلى الرئيسين ميشال عون وسعد الحريري اتخاذ الموقف المناسب.
النائب أيد التحركات الشعبية ضد الفساد التي انطلقت في بيروت وطرابلس ومدن أخرى امس، وتساءل: لماذا يتحرك الفرنسي في الشارع في حين ان اللبناني يعيش كل المآسي ولا يتحرك؟
وكان الحزب الشيوعي اللبناني نظم اعتصاما امام البنك المركزي في شارع الحمرا بالمشاركة مع التنظيم الشعبي الناصري في صيدا، وساروا بتظاهرة مشتركة الى ساحة رياض الصلح يتقدمهم النائب اسامة سعد والامين العام للحزب الشيوعي اللبناني حنا الغريب، حيث ألقيت كلمات نددت بالفساد وبتقاعس المسؤولين عن حماية الاقتصاد والتسلح بالطائفية والمذهبية لحماية فسادهم.
وقال الغريب: ليس عدلا ان يدفع فقراء لبنان 70% من الدين العام، وقال: هذه التظاهرة خطوة اولى في سياق تحرك متصاعد والاتجاه الى التصعيد وصولا الى العصيان المدني.
(الأنباء الكويتية)