بسحر ساحر، فوجئ الشارع الفلسطيني بفرار المطلوب الاول للدولة اللبنانية في مخيم عين الحلوة “أبو خطاب” الى سوريا. الفلسطيني الفار هو رأس الخلية الداعشية التي ألقت مخابرات الجيش القبض عليها في طرابلس وكانت تخطط لعمليات إرهابية في المناطق اللبنانية، واسمه الحقيقي فادي ابراهيم، من أب مصري وأم لبنانية طرابلسية، مارس حياته في المخيم كبائع للفول، وينتمي الى مجموعة الارهابي شادي المولوي ودخل معه الى المخيم منذ سنتين. وإثر انضمامه الى تنظيم “داعش” انفصل عن المولوي الذي ينتمي الى “جبهة النصرة”، لكن عادا واجتمعا بعد تضييق الخناق على الجماعات الارهابية في المخيم.
وأعلن “أبو خطاب” “خبر فراره في تسجيل مصور، “سخر فيه من الاتهامات التي وجهت اليه، لاسيما تحضيره لتفجير مساجد وكنائس، ونفى علاقته بالخلية الداعشية التي ألقي القبض عليها مؤخرا”. وأكد في التسجيل “خروجه من المخيم الى خارج لبنان رأفة بالمشايخ وأهالي المخيم والأطفال والنساء”، مشيرا الى أنه “صور الفيديو في جونية خلال توجهه الى طرابلس ولن ينشره إلا بعد خروجه بأمان من لبنان”.
وأكدت مصادر فلسطينية أن “تصوير الشريط جرى خارج المخيم حيث تبدو وراء “أبو خطاب” خلفية البحر ما يؤكد فرضية التسجيل في جونيه”، مشيرة الى أنه “كان لديها معلومات مؤكدة بأن “أبو خطاب” والمولوي كانا يحاولان الهروب من المخيم منذ أكثر من أسبوع على غرار عملية الهروب التي نجح فيها الارهابيان نعيم النعيم وأحمد الصالح وغيرهما بعدما باعوا الاسلحة التي كانت بحوزتهم لتجار أسلحة في المخيم في إطار عملية التسلح التي يشهدها المخيم بين “فتح” والارهابيين. وعلى الاثر، شدد الجيش اللبناني من تدابيره واجراءاته الامنية على مداخل المخيم لاحباط عمليات الهروب”.
واكدت المصادر “خروج “أبو خطاب” من المخيم، بعد أن كان متواريا في حي الطوارئ تحت حماية الارهابي هيثم الشعبي”، مضيفة أن “القوى الاسلامية والاسلاميين التكفيريين في الحي مارسوا ضغطا عليه لخروجه من المخيم، نظرا لاصرار الدولة على اعتقاله “.
ونفت مصادر فلسطينية لـ”المركزية” “خروج شادي المولوي من المخيم”، مشيرة الى أن “فرار “أبو خطاب” حصل بمساعدة أحد المسؤولين في المخيم الذي هرّبه بسيارته الى خارج المخيم رغم تدابير الجيش واجراءاته”، مشيرة الى أن “عملية الهروب تمس السيادة اللبنانية خصوصاً وان الارهابي المذكور مطلوب للمحاكمة لتورطه بالانتماء لـ”داعش” وتشغيل شبكة تابعة لها في طرابلس من خلال وجوده في مخيم عين الحلوة”، لافتة الى أن “ظاهرة هروب الارهابيين تشكل سابقة خطيرة، لا يجوز التهاون معها”.
وأكدت مصادر أمنية لبنانية أن “وفدا من فتح ضم أمين سر حركة فتح وفصائل منظمة التحرير فتحي أبو العردات وقائد الامن الوطني الفلسطيني اللواء صبحي أبو عرب وعضو قيادة الساحة الفلسطينية اللواء منذر حمزة، التقى مدير مخابرات الجيش في الجنوب العميد فوزي حمادي بحضور مسؤول الامن القومي في مخابرات الجنوب العقيد سهيل حرب. وأبلغ الوفد العميد حمادة “خروج “أبو خطاب” من المخيم بهوية مزورة، بعد أن بدل في مظهره الخارجي وقص شعره وخفف لحيته”.
واجتمع العميد حمادة كذلك بوفد من “حماس” ضم المسؤول السياسي في لبنان أحمد عبد الهادي ومسؤول منطقة صيدا أيمن شناعة، واجتمع بوفد آخر من القوى الاسلامية وضم عصبة الانصار ورئيس الحركة الاسلامية المجاهدة الشيخ جمال خطاب وكان تأكيد أن “أبو خطاب” غادر المخيم.
من جهته، قام اللواء أبو عرب بابلاغ رئيس شعبة الملومات في الامن العام في الجنوب المقدم علي حطيط بهروب “أبو خطاب” من المخيم.
وقال المسؤول السياسي لـ “حماس” في لبنان أحمد عبد الهادي لـ”المركزية” إن “لقاءاتنا مع العميد حمادي ومع الاجهزة الامنية اللبنانية تهدف لحماية المخيمات والحفاظ على الامن والاستقرار”، مؤكدا أن “لجنة ملف المطلوبين التي تشكلت سوف تجتمع الاسبوع المقبل على أبعد تقدير لاتخاذ الخطوات المطلوبة بالتنسيق مع مخابرات الجيش لحل قضية المطلوبين في عين الحلوة بطريقة سلمية”.
بدوره، قال قائد الامن الوطني الفلسطيني اللواء صبحي أبو عرب لـ”المركزية” إننا “متعاونون مع الدولة اللبنانية ومخابرات الجيش والاجهزة الامنية فيما خص المطلوبين ولا نقبل أن يتحول عين الحلوة ممرا أو مقرا لأي شخص يهدد أمن المخيم وجواره اللبناني ولدينا تعليمات واضحة بهذا الاطار صادرة عن السفير الفلسطيني أشرف دبور وعن أمين سر الساحة الفلسطينية في لبنان فتحي أبو العردات”.
المركزية