خاص Lebanon On Time – جوزاف وهبه
هل ينقص مدينة طرابلس تاريخ وتراث ومعالم أثريّة؟هل ينقص طرابلس أماكن عامة وخاصة جديرة بالسياحة والسفر إليها؟هل ينقصها علم وعلماء وثقافة وصحافة؟
الجواب البديهي لكلّ هذه الأسئلة البسيطة:لا ينقص.
ماذا يعني، إذاً، أن يعلن رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، بشيء من الدهشة والإفتخار، أنّ الأونيسكو قد وضعت “معرض رشيد كرامي الدولي” على لائحة التراث العالمي، وأيّ إضافة يمكن أن يشكّل هذا “الحدث” على الواقع الإجتماعي المزري للمدينة الأكثر نكبة (وليس الأكثر فقراً، كما يحاول البعض تصويرها) على امتداد البحر الأبيض المتوسّط؟
لا شيء.بعض التهليل والغبطة العابرة، وتنتهي الحكاية، وتعود إبداعات أوسكار نيماير الى تداعياتها وانهياراتها التي تحتاج الى قرار رسمي كبير بالترميم (ولا قرار..) وإلى مال وفير لاستعادة رونقها (ولا يوجد..).
طرابلس تحتاج، حتى يستعيد المعرض ألقه ودوره، إلى خطّة كبيرة أشبه بالخطط الماريشالية التي أعادت إعمار إلمانيا واليابان بعد الحرب العالميّة المدمّرة.طرابلس تحتاج الى “رؤيا” تحلّ في وسطها إنجازات المهندس البرازيلي الأشهر في العالم، “رؤيا” بحجم طرابلس الكبرى، والتي لا تكتفي بالمعرض، بل تتعدّاه الى سلسلة مترابطة من مرفأ ومطار ومنطقة إقتصادية حرّة ومنصّة غاز ونفط، ويمكن لها أن تمتدّ من حدود البترون جنوباً إلى حدود عكار – سوريّا شمالاً.
تكريس المعرض معلماً أثريّاً عالميّاً – مع الشكر الكبير والأكيد لكلّ من ساهم في هذه الخطوة الجبّارة – لا يكفي كإنجاز يتيم منفصل عن باقي الأماكن والمواقع، لأنّه سيغرق – عاجلاً أو آجلاً – في النسيان، وسيأكله الغبار والتصدّع، كما غمر الملعب الأولمبي، وسيتحوّل فندقه الوحيد إلى كومة حجارة بحجّة أنّ مساحة المليون متر غير قابلة للإستثمار كونها مساحة أثريّة، فنكون قد ربحنا الذاكرة الجميلة، وقد خسرنا فرصة الخروج من الواقع البشع!
“معرض كرامي الدولي” تراث عالمي:نهلّل كثيراً أو قليلاً، ونطوي الصفحة..إلى وجع جديد!