صدر عن النّائب إيهاب مطر البيان الآتي:
بتنا على دراية كاملة بأنّ الأزمات العصيبة التي تُواجهها مدينة طرابلس أخيرًا ليست سهلة على الإطلاق، وبأنّ مصائب الرسميين عليها لا تأتي فرادى أبدًا، إذْ لم يتخلّص ابن المدينة من كابوس مافيات المولدات أساسّا، لتُقحمه دولته في أزمة العتمة الشاملة المعتادة والمتكرّرة خلال فصل الصيف الحارق الذي لا طاقة للنّاس بحرارته ورطوبته المنفرّتين، وفي كلّ عام نرصد الثغرات المالية، الإدارية واللوجيستية عينها، ثمّ نسمع الوعود نفسها لحلّ الأزمة التي باتت أشبه بمرض العضال الذي يفتك بالجسد، والدّولة لا تُعطي المواطنين عقاقير العلاج حتّى اللحظة، بل تستمر باستنزاف قوّتهم، لكنّ طرابلس صمدت بما فيه الكفاية لتحمّل هذه الأعباء، وأنصتت كثيرًا للوعود الرسمية لكنّ الإنسان “الرّشيد” يُدرك أنّ “المؤمن لا يُلدغ من جُحر مرتين” للأسف.
ومن العتمة إلى التلوّث، نستغرب من دخول شاحنات قيل إنّها من خارج المدينة ترمي نفاياتها ومجاريرها في نهر وبحر طرابلس، وكأنّه لا يكفي نهر أبو علي ما يُعانيه من التلوّث، لتزيد هذه الشاحنات “الطين بلة”، في وقتٍ يشتكي فيه أبناء طرابلس من تراكم النفايات، رائحة الحرائق ومن ارتفاع نسب السرطان والأمراض الرئوية المزمنة وغيرها من المشاكل التي كاد الشيطان أن يصفق لمرتكبيها ومفتعليها على أفعالهم.
من هنا، نشدّ على أيدي أبناء المدينة في اعتصامهم الرّافض لقطع التيّار الكهربائي والذي شارك فيه شبابنا لمناصرة هذه الخطوة المطلبية التي أتابعها بجدّية على الرّغم من وجودي خارج البلاد حاليًا، لكنّنا نؤكّد أنّنا سنضغط باتصالاتنا لإعادة تشغيل التيّار ومعمل دير عمار من جهة، ومواجهتنا لكلّ من تسوّل له نفسه استغلال المدينة بأيّة طريقة تُؤذيها من جهة ثانية.