مطار القليعات:حارة حريك لا عين التينة!

خاص Lebanon On Time – جوزاف وهبه
يخطئ نوّاب تكتّل الإعتدال الوطني (عمداً أو عن عدم جرأة) في بوصلة تشغيل مطار رينه معوض في القليعات.فهم، حين يتوجّهون بالطلب الى رئيس مجلس النواب نبيه برّي، إنّما يدركون أنّ الجواب سيكون حتماً “تكرموا”، خاصة أنّه يحشد لدعوة “حوار السبعة أيّام” التي أطلقها..ولكنّ الجواب الشافي الوافي يكمن في التساؤل التالي:هل “مفتاح” مطارٍ ثانٍ في لبنان في جيب عين التينة أو في يد حارة حريك؟
ليس جديداً التداول في هذا المطلب المزمن، والذي عمره من عمر نهاية الحرب الأهليّة، ودخول إتفاق الطائف حيّز التطبيق السياسي وتطبيق الإنماء المتوازن.فالرئيس الشهيد رفيق الحريري الذي نفض غبار الحرب والدمار عن بيروت والكثير من المناطق اللبنانية، طالما تطلّع شمالاً:من مرفأ طرابلس إلى مطار عكار..ولكنّ الممانعة السورية كانت له دائماً بالمرصاد، في السياسة، في الإنتخابات (الكلّ يذكر واقعة النائب أحمد فتفت)، وفي الإنماء.ممنوع مدّ اليد الى عكّار، فهي بالنسبة للنظام السوري مجرّد إمتداد جغرافي:لا مطار، لا مرفأ، ولا من يحزنون.فهم يعتبرون أنّ أيّ تطوّر في الشمال يشكّل منافسة لميناءي بانياس وطرطوس ولمطار دمشق!
ومن الوصاية السورية، إلى حقبة حزب الله:حاول الرئيس سعد الحريري أن يردّ الى عكار بعض وفائها له ولدم الرئيس الشهيد، إلّا أنّ الجواب جاءه فجّاً وغير قابل للأخذ والرد، على لسان رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد “مش وقتها..هلّأ”، ونقطة عالسطر.
أسباب الحزب معروفة، وتختلف عن أسباب رفض النظام السوري:الإطباق الأمني على حركة الدخول والخروج من مطار بيروت، وهذا لا يمكن أن يتوفّر بوجود مطار ثانٍ، لا سلطة مباشرة وكاملة لهم عليه!
من هنا نعود الى نواب “الإعتدال الوطني”، إذا ما أردتم فعلاً، لا مجرّد دعاية إنتخابية، مطاراً في عكار، عليكم البحث عن ذلك في أقبية حارة حريك وليس في غرف عين التينة المبرّدة.الرئيس برّي لا يستطيع أن يعطيكم ما لا يملك.والشجاعة السياسية تفرض عليكم أن تتوجّهوا الى حزب الله:نريد مطاراً يغيّر المشهد الإقتصادي – الإجتماعي في المحافظة الأكثر حرماناً وبؤساً في لبنان..فهل تملكون الجرأة لمفاوضة ومقايضة الحزب وكتلة الوفاء للمقاومة حول هذا المطلب التاريخي المحقّ؟
إنّها فرصة لكم للمقايضة المتكافئة في ظلّ الإستحقاقات السياسية الداهمة:رئاسة الجمهورية ورئاسة الحكومة..والكثير من المشاريع والقوانين التي يمكن أن تطرح على طاولة البحث والتصويت عندما تنطلق، من جديد، عجلة الحياة السياسية في لبنان:سننتظر..ونرى، مع الأمل في أن تكونوا من صنّاع “لبنان الجديد”، الذي ما زلتم تقترعون باسمه طوال 13 جلسة رئاسيّة!