خاص Lebanon On Time – جوزاف وهبه
التاريخ لن يرحم، وربّما الرأي العام سيحاسب:إنّها اللحظة التاريخيّة التي قد تشهد ولادة “مطار رينه معوّض” في القليعات، إذا ما استكملت فعاليّات الشمال تحرّكها (غرفة طرابلس والشمال ولجنة متابعة المطار..)، وإذا ما أحسن نوّاب عكّار ونواب الشمال تشكيل لوبي سياسي ضاغط يضعه كأولوية، ليس فقط تنمويّة كما يجري الحديث عنه حتى الساعة، وإنّما كأولويّة سياسية، وهنا يكمن عنصر القوّة الأساس!
ليس جديداً تحرّك غرفة طرابلس والشمال بالنسبة للمطار، فطالما طرحه رئيسها توفيق دبوسي ومجلس إدارتها كعامل رئيسي في خطّتهم الإقتصادية لما يطلقون عليه تسمية “نهوض لبنان من طرابلس الكبرى”.والمستجدّ في الحراك هو التنسيق الكامل مع لجنة متابعة مطار القليعات التي يرأسها حامد زكريّا، حيث قاموا ويقومون معاً بجولات على فعاليّات عكار (المفتي زيد زكريّا والمتروبوليت باسيليوس منصور)، وفي طرابلس قاموا بزيارة مطران الموارنة يوسف سويف الذي رأى أنّ “فتح المطار لا يجوز حصره بالمساحة الضيّقة وإنّما يشكّل حاجة لكلّ لبنان، وليس فقط لعكار والشمال..”، على أن تستكمل هذه الضغوط بزيارات الى كلّ الفعاليّات، وصولاً إلى “لوبي” قوي وضاغط في مواجهة المعرقلين، أيّاً كانت مواقعهم واعتباراتهم!
أين النواب (وخاصة نواب عكّار ونواب تكتّل الإعتدال الوطني) من هذا المطلب الحيوي الذي يوفّر آلاف فرص العمل، ويقلب الواقع الإجتماعي – الإقتصادي في عكار والشمال رأساً على عقب، في هذه اللحظة المصيرية من الواقع اللبناني؟
ليس يكفي أن يرفع النواب، فرادى أو مجتمعين (كما في اللقاء المشترك الذي تمّ بين تكتّل الإعتدال الوطني الذي يضمّ 4 نواب عكاريين والتكتّل الذي يرأسه النائب فيصل كرامي ويضمّ النائب محمد يحيه..) الصوت “الإنمائي” مطالبين بتشغيل المطار، وإنّما عليهم أن يضعوا الأصبع على الجرح السياسي في الموضوع:منذ البدء، منذ عصر الرئيس الشهيد رفيق الحريري، وحزب الله يرفض علناً فتح مطار القليعات أو أيّ مطار آخر لا تكون له اليد الطولى في أمنه وفي حركة المسافرين خروجاً ودخولاً.هو يعتير أيّ مطار جزءً من أمن المقاومة، كسلاحها وكحرّية حركتها وكشبكة إتصالاتها.وطالما اختصر رفضه بالقول “مش وقتها هلّأ..”، وقد سمع هذه العبارة مراراً كلّ من الرئيس الراحل والرئيس سعد الحريري، وبالتأكيد سيسمعها نوّاب الشمال..فماذا هم بالفاعلين؟
هنا تظهر الشجاعة، وهنا تظهر المصداقيّة:هل يجرؤ نواب التكتلين (الإعتدال والوفاق) على مواجهة رفض حزب الله؟هل يمكن أن يرفعوا شعار تشغيل المطار من “البند التنموي” الى “البند السياسي؟بمعنى ربط أيّ تأييد سياسي للحزب مروراً بالموافقة على المطار؟هل يجرأون على ربط تأييدهم لمرشّح الحزب الرئاسي (سليمان فرنجيه) ببطاقة تسهيل إنشاء المطار؟هل ينتزعون من المرشح فرنجيه تعهّداً علنيّاً بذلك؟
وما ينطبق على النواب الرماديين، ينطبق على نائبي التيار الوطني الحر جيمي جبّور وأسعد درغام:هل يطلبان الى رئيس التيار جبران باسيل أن يربط، في مباحثاته مع وفيق صفا، ما بين اللامركزية الإنمائية الإدارية المالية وبين الإفراج عن تشغيل المطار؟
الموضوع، أوّلاَ وثانياً وأخيراً، في السياسة.المعرقل هويّته مكشوفة:الحزب..ولأسبابه الأمنية الخاصة به، لا أكثر ولا أقل.إنّها معركة شرسة.وإذا كان للفعاليات الإقتصادية (الغرفة) والإجتماعية (لجنة المتابعة) والدينية دور مهمّ، إلّا أنّ النصر المبين يكون في “الساحة السياسية”:فهل يفعلها نواب عكار والشمال؟