يدخل المنتخب المصري مرحلة الجد في سعيه للتتويج بلقب كأس أفريقيا 2019 على أرضه، بلقائه جنوب أفريقيا في ثاني أيام الدور ثمن النهائي، والذي يشهد مباراة مرتقبة بين حاملة اللقب الكاميرون ونيجيريا.
ودخل منتخب “الفراعنة” البطولة الخامسة التي تقام على أرضه، وهو من المرشحين المنطقيين لتعزيز رقمه القياسي والتتويج باللقب للمرة الثامنة.
وعلى رغم اعتبار قائد المنتخب أحمد المحمدي أن ما حققه المنتخب في الدور الأول، لا سيما تسجيل 5 أهداف أهداف وعدم تلقي أي هدف هو معدل “جيد”، بقي الفراعنة عرضة لانتقادات في أوساط المحللين والمشجعين المحليين، على خلفية عدم تقديمهم الأداء المرتجى.
لكن كغيره، سيكون المنتخب المصري بدءاً من السبت على موعد مع المرحلة التي لا مجال للخطأ فيها، وحيث الخسارة تعني الخروج.
بالنسبة إلى مصر، الحسابات أكبر ووطأة التوقعات أكثر ثقلاً، لا سيما وأنها المضيف، وسيكون لاعبوها في مواجهة حساب مع نحو 75 ألف متفرج تغص بهم مدرجات استاد القاهرة، ونحو 100 مليون آخرين من بحر الاسكندرية شمالاً، إلى ما بعد أبو سنبل قرب الحدود مع السودان جنوبا.
وقبل نحو 48 ساعة من المباراة، تلقى المنتخب نصيحة من مرشح آخر لإحراز اللقب: المنتخب المغربي ومدربه الفرنسي هيرفيه رونار.
وتوجه الأخير في مؤتمر صحافي عشية لقاء أسود الأطلس مع بنين الجمعة في انطلاق ثمن النهائي في استاد السلام بالقاهرة، بالقول للمصريين: “كونوا حذرين مع جنوب أفريقيا، بالنسبة إلينا كانت صعبة جداً”، في إشارة إلى لقاء المنتخبين في الجولة الثالثة الأخيرة من منافسات المجموعة الرابعة، حيث احتاج المغرب لهدف متأخر من مبارك بوصوفة ليخرج فائزاً بصعوبة 1-0 على منتخب “بافانا بافانا”.
على صعيد آخر، سيعود إلى تشكيلة المنتخب بدءاً من مباراة السبت اللاعب غير الأساسي عمرو وردة، بعد الجدل والأخذ والرد الذي أثاره في الأيام الماضية، على خلفية فضيحة “التحرش” عبر مواقع التواصل بعارضة أزياء، وانتشار شريط مصور فاضح منسوب إليه، ما دفع رئيس الاتحاد المصريالمشرف العام على المنتخب هاني أبو ريدة الى إصدار قرار باستبعاده، قبل أن يعود بعد يومين ويخفض العقوبة لتقتصر على الدور الأول فقط بعد “تكاتف” اللاعبين مع وردة، وفي مقدمهم صلاح.
وشدد أبو ريدة في لقاء صحافي على أن موضوع وردة “أخذ أكبر من حجمه”، مضيفاً: “كرئيس للاتحاد المصري أستخدم عقوبة للإصلاح واذا كان ثمة اعوجاج في موضوع معين نعدله، لكن اللاعبين كلهم يد واحدة، أنا أتابع معهم يوميا ومتواجد معهم في كل لحظة”.
ورأى أن “وحدة صف المنتخب” أساسية “وهذا موجود”، معتبرا أن وظيفة الاتحاد “دعم المنتخب بكل أشكاله وهذا ما نحاوله، لأن استمرار المنتخب المصري في البطولة هو نجاح مصري في التنظيم”.
وسيكون الفائز من مباراة منتخبي مصر وجنوب أفريقيا، على موعد في ربع النهائي مع الفائز من لقاء الكاميرون التي أحرزت عام 2017 لقبها الخامس في البطولة، ونيجيريا المتوجة باللقب القاري ثلاث مرات.
وفي دليل إضافي على حدة المنافسة بين الجارين اللذين يتشاركان حدوداً يتجاوز طولها 16 ألف كلم، فقد اجتمعا ثلاث مرات (من أصل الستة السابقة) في المباراة النهائية، مع أفضلية كاميرونية بفوزين (في 1984 و1988)، مقابل تتويج نيجيري في 2000 بركلات الترجيح.
ودافع مدرب الكاميرون الهولندي كلارنس سيدورف عن ضعف الأداء الهجومي لفريقه، لا سيما كارل توكو إيكامبي في الدور الأول، إذ اكتفى بالفوز على غينيا بيساو 2-0، وتعادل سلباً مع غانا وبنين.
وقال: “أحياناً الفرق لا تسجل لأسابيع والمهاجمون لا يسجلون لأشهر، على كارل والمهاجمين الآخرين تحسين بعض التفاصيل، أن يكونوا أكثر ذكاء ويخلقوا فرصا أكثر”.
ولم يكن حال المنتخب النيجيري بإشراف المدرب الألماني غيرنوت رور أفضل، إذ فاز على بوروندي وغينيا بالنتيجة ذاتها 1-0، قبل أن يخسر أمام مدغشقر 0-2. وقال قائد نيجيريا جون أوبي ميكيل بشأن الخسارة: “من الأفضل أنها حصلت الآن وليس في الأدوار الاقصائية”.