اعتبر الرئيس ميشال عون امس انه مادام الرئيس بشار الأسد باقيا في السلطة فنحن نعترف به. إذ ليس هناك من ممثل آخر لسورية.
وقال إن انخراط حزب الله في الحرب السورية أتى بعد أن تحولت هذه الحرب إلى إقليمية اشترك فيها 84 بلدا ومن الطبيعي أن يعود الحزب الى لبنان قريبا بعد انتهاء الحرب.
وأضاف في تصريحات له امس لبرنامج انترناشيونال الفرنسي ان حزب الله ليس حليفا ثقيلا، وأفراده هم لبنانيون، يعيشون في قراهم على الحدود مع إسرائيل للدفاع عنها وعن لبنان ولم يهاجموا أبدا اسرائيل بل حرروا جنوب لبنان من الاحتلال الإسرائيلي.
وقال: لا أعتقد ان اللبنانيين يعيشون مرحلة من عودة الحرب، إنما هناك قلق من ان تأتي الحرب من الخارج وليس من الداخل.
واعتبر ان مساهمة السعودية في مؤتمر «سيدر» اشارة الى التقارب بين البلدين وأن المملكة هي دولة صديقة للبنان وما حصل كان عرضيا، وأشار الى وجوب الكشف عن مرتكبي الفساد ومن يحميهم.
من جهته، الرئيس الأميركي ترامب بادر في التفاتة مميزة الى لبنان امس، حيث أيد اجراء الانتخابات النيابية وتحفيز الاقتصاد من خلال الاستثمار ومكافحة الفساد، منوها بحكومة الرئيس سعد الحريري.
في هذه الأثناء انقسم اللبنانيون حول نتائج مؤتمر «سيدر» بين متخوف وقلق، التخوف من عدم قدرة لبنان على الالتزام بشروط الدول المقرضة، حول اصلاح آلية صرف هذه القروض، وهو البند الذي استعصى على كل الحكومات ما بعد الطائف، بما فيها الحكومة القائمة، إضافة الى التخوف من اقتراب الدين العام من عتبة المئة مليار دولار.
والقلق من أن يطيح الفساد المستشري بالأموال المقترضة ويترك عبء سدادها على الأحفاد وأحفاد الأحفاد كما سبق وحصل.
وحصلت «الأنباء» على مداخلة مسربة بالصوت للمدقق الرسمي الفرنسي لمؤتمرات باريس 1 و2 و3 المشارك في مؤتمر «سيدر» والذي تحدث عن فساد غير مسبوق في لبنان، وقال إن اللجنة التحضيرية لمؤتمر «سيدر» طلبت منه كممثل لصندوق النقد الدولي، منحها ثقته، فأجاب: أجد اليوم ان من الصعب منحكم الثقة العمياء، ملاحظا أنها المرة الأولى في التاريخ الفرنسي الذي تقيم الحكومة الفرنسية «منصة» تبرعات دولية قبل بضعة ايام من انتخابات عامة في البلد المستفيد من هذه التبرعات، وسأل هل هذا مصدر رزق غير مباشر للحكومة اللبنانية القائمة؟!
وأضاف المدقق الدولي بحسابات مؤتمرات باريس من اجل لبنان يقول: لقد زودنا الحكومة اللبنانية منذ العام 1999 بالتوصيات اللازمة لتقليص الدين العام، مقارنة بالبلدان الأخرى، لكن عبثا، وقال: ما من وصف افضل لهذا الوضع من «الوضع السرطاني» لقد عملت في تنزانيا وبتسوانا ونيجيريا، وساحل العاج، بالإضافة الى 25 دولة افريقية اخرى، واكتشفت ان الدولة الوحيدة التي تقارب حالة لبنان كانت بتسوانا، وإلى درجة أقل «زيمبابوي» على الرغم من القدرات الفكرية والثقافية الموجودة في لبنان اليوم، وختم معتذرا لصراحته…
رئيس الحكومة سعد الحريري تناول هذه المسألة في خطابه في افتتاح مؤتمر الطاقة الاغترابية بقوله: أساس مؤتمر «سيدر» هو الاصلاح، ثم الاصلاح، نحن لا نستطيع الاستمرار بالطريقة التي نعمل بها، وهذا الموضوع يتطلب قرارات جريئة لا نستطيع الانتظار حتى نصل الى مشارف الانهيار الاقتصادي لنطالب العالم بدعمنا، كلا، ادعوكم الى تهديدنا بالإصلاح، لأن علينا ان نحسن أداءنا، ويجب ان تشترطوا علينا الاصلاح كي تعطونا اصواتكم، واذا لم أعمل اصلاح لا تعطوني صوتكم، اقول ذلك جديا، وانا لا أمزح.
الراهن ان الاجتماع اللبناني حول حصيلة مؤتمر «سيدر» وشروطه تشرذم حول مؤتمر الطاقة الاغترابية بخلفيته الانتخابية، كما تقول بعض اوساط المعارضة والذي تمثل بمقاطعة وزيري «امل» و«المردة» علي حسن خليل ويوسف فنيانوس، فيما شارك فيه رئيس الحكومة سعد الحريري بحماس معلنا دعمه قرار الوزير جبران باسيل تحويل اسم «وزارة الخارجية والمغتربين» الى «وزارة الخارجية والمنتشرين».
واعتبر وزيرا المال والاشغال العامة ان غاية هذا المؤتمر انتخابية، ونحن نخوض معاركنا الانتخابية في لبنان وبطاقاتنا الذاتية، لا بطاقات المغتربين، ولا على حساب الدولة.
وردت مصادر باسيل بالقول: توجه الدعوات الى المؤتمر الاغترابي للوزراء، وبالتالي ان الوزيرين «المقاطعين» لم يكونا مدعوين في الاساس ليصح القول بأنهما قاطعا المؤتمر.
رئيس مجلس النواب نبيه بري اعتبر أن الاحتضان العالمي للبنان تأمّن باستضافة فرنسا لمؤتمر «سيدر»، ويبقى على اللبنانيين التنفيذ، واعتبر ان كلام رئيس الحكومة سعد الحريري امام المؤتمر هو الذي يؤدي الى النتائج المطلوبة.
لكن حزب الله اعتبر في قروض «سيدر» زيادة للمديونية اللبنانية، ملاحظا ان المجتمع الدولي رمى لبنان بالقروض وحجب عنه الهبات.
المطران إلياس عودة متروبوليت بيروت للروم الارثوذكس دعا في قداس الفصح امس المصلين الى عدم انتخاب من كنتم تتذمرون منهم، ومن أنجزوا الصفقات، وقال: النائب ليس من مهامه القيام بالواجبات الاجتماعية، على النائب ان يقول الحق ولا يداهن، لقد حلت النرجسية محل المعايير الضرورية في بعض الترشيحات، لذلك على المواطنين انتخاب نواب يتمتعون بالعلم والخبرة والصدق والأخلاق، يعملون على حسن المواطنة بدل تدجين المواطنين.
(الانباء الكويتية)