أعلنت دار كريستز في لندن عرض مخطوط قرآني للبيع يعود للعصر المملوكي في مصر، ويعرض في قسم فن العالمين الإسلامي والهندي الخميس المقبل، مؤكدة أن سعره يتراوح ما بين 500 إلى 800 ألف جنيه إسترليني.
ويحمل المصحف توقيع السلطان قاييتباي حاكم مصر المملوكي ومذيل بتاريخ 21 جمادى الأولى من العام 894 هجرية الموافق 30 أبريل من العام 1489ميلادية.
وتكشف تفاصيل المصحف الذي يبلغ من العمر 530 عاماً أنه عبارة عن مخطوطة على ورق كريم، واستخدم خط الثلث بشكل مذهب، وهو خط أنيق استخدم في العصور الإسلامية وتم صقل غلافه بلون اللازورد.
ويبلغ حجم الورقة في المصحف 68 سم × 45،5 سم، وهناك أزهار مضيئة بين الآيات، ولونت علامات التشكيل باللون الأسود، وعناوين السور بلون الثلث الأبيض أو الذهبي داخل ألواح مستطيلة مضيئة باللونين الأزرق أو الوردي.
مصر تتحرك
إلا أن السؤال الأبرز الذي طرح بعد الإعلان عن بيع هذا المصحف التاريخي النادر، هو كيف ستتحرك مصر؟
وللإجابة على السؤال، أكد شعبان عبد الجواد مدير الأثار المستردة بوزارة الآثار المصرية لـ”العربية.نت” أن الوزارة علمت بالأمر وأرسلت خطابا رسميا لدار الكتب والوثائق المصرية، تضمن إحاطتهم بخبر عرض المصحف للبيع، مع عرض الوزارة لتقديم كافة المساعدات اللازمة لاستعادته.
وأضاف أن الوزارة تقوم بإبلاغ الجهات المصرية المختصة فوراً بأي قطع أو مخطوطات نادرة كانت مفقودة، وظهرت في أي مكان بالعالم، كما تقوم أيضا بمخاطبة وزارة الخارجية لإبلاغ سفارة مصر في الدولة التي ظهر المخطوط لاتخاذ الإجراءات اللازمة سواء قانونيا أو دبلوماسيا لوقف بيع المخطوط لحين إثبات ملكيته، لافتاً إلى أنها تساعد كذلك في تقديم ما يفيد أحقية مصر في المخطوط مدعوما بملف كامل يشتمل على الوثائق والمستندات الدالة.
كما كشف المسؤول المصري أن الوزارة ستقوم بالتنسيق والتعاون مع دار الوثائق القومية لاستعادة المصحف بعد وقف بيعه، مضيفا أن المصحف ليس مسجلا كأثر لكنه لا يمنع أحقية مصر فيه.
“مصر صاحبة الحق الأصيل فيه”
من جانبه كشف الدكتور هشام عزمي رئيس الهيئة العامة لدار الكتب والوثائق المصرية لـ”العربية.نت” أن المصحف ليس ضمن مقتنيات الهيئة، ولم يكن مسجلا بها، لكنه تاريخي ونادر ومملوك لمصر صاحبة الحق الأصيل فيه، مؤكدا أنه فور علم الهيئة بعرضه للبيع بمزاد في لندن تحركت على الفور، واتخذت إجراءاتها لوقف بيعه وسيتم الإعلان عن التفاصيل في بيان رسمي.
وقال إن المصحف تم تهريبه من مصر بطريق غير مشروعة منذ قرون، وليس في العصر الحديث، مشيراً إلى أنه تمت مخاطبة الجهات المسؤولة في الخارج لوقف البيع ومنع التصرف فيه، كما تحركت جهات مصرية رسمية أخرى لوقف البيع”.
يذكر أن السلطان قايتتاي هو محمود المحمودي الأشرفي، ولد في العام 815 هـجرية العام 1412 ميلادية، وكان من المماليك، واشتراه الأشرف برسباي بمصر، ثم التحق بقوات المماليك حتى صار حاكما لمصر.
وقد ترك كثيرًا من آثار العمران في مصر وأبرزها قلعة قايتباي بالإسكندرية، وتوفي بالقاهرة عام 901 هـجرية 1496 ميلادية.