الحكومة اللبنانية على نار حامية، وهذا ما اكدته مصادر ديبلوماسية عربية لـ «الأنباء» امس، واضافت ان ثمة ضوءا اخضر لاح في الافق دون الاشارة الى مصدر هذا الضوء، من الداخل او الخارج، علما بان قوة هذا الضوء تسمه بالبعد الخارجي. وتوقعت المصادر تحرك عجلة تأليف الحكومة فور عودة الرئيس ميشال عون والوزير جبران باسيل من نيويورك اليوم.
وكانت اوساط سياسية تحدثت عن لقاءات غير معلنة بين الرئيسين ميشال عون وسعد الحريري في بعبدا السبت الماضي، حيث جرى التداول بصيغة حكومية جديدة عشية سفر عون الى نيويورك.
وبدا من ظواهر حرارة التحرك التشكيلي للحكومة الزيارة المفاجئة التي قام بها رئيس حزب القوات اللبنانية د.سمير جعجع الى بيت الوسط ظهر امس يرافقه وزير الاعلام ملحم رياشي، فيما استقبله الرئيس المكلف سعد الحريري وبصحبته الوزير غطاس خوري والتي وضعت في خانة نضوج عملية التشكيل.
وكان الرئيس عون ابلغ الجالية اللبنانية في الولايات المتحدة عن الاصلاحات التي يشهدها لبنان من اجل طمأنة اللبنانيين الى مستقبل بلدهم، مشيرا الى ان الاكثرية اللبنانية الساحقة لا توافق على الترويج للصور البشعة عن البلد التي تصل الى الخارج عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وان البعض يستغل الحرية في لبنان من اجل تحويلها الى شتيمة من دون افق، وهي آفة جديدة نحاول وضع حد لها من خلال التربية الثقافية، لأنها تعطي صورة سلبية عن البلد.
وفي حفل استقبال اقامته سفيرة لبنان في الامم المتحدة امل مدللي وسفير لبنان في واشنطن غابي عيسى، قال الرئيس عون ان بعض الدول تكتفي بشكرنا على استضافة النازحين ولا تقوم بأي مبادرة لتخفيف العبء عن لبنان من خلال استقبال جزء منهم.
ومن كندا، حمّل البطريرك الماروني بشارة الراعي الطبقة السياسية في لبنان مجددا مسؤولية ما آلت اليه الاوضاع اللبنانية السياسية والمالية، وقال ان الاوطان تبنى بروح التجدد والعطاء.
ويبدو ان حزب الله الاكثر استعجالا لتشكيل حكومة قبل 4 نوفمبر المقبل موعد بدء تطبيق العقوبات الاميركية المشددة على ايران، في ضوء ما يجري من اتصالات في الداخل والخارج، ومن هنا تجنبه الانخراط في المساجلات او الممارسات السياسية والادارية والتشريعية الاخيرة، بمعزل عما يقال عن دور لبعض حلفاء الحزب في الحملات المتعددة الوجوه والاساليب، ضد حاكم مصرف لبنان المركزي رياض سلامة بسبب تماهيه التام مع العقوبات الاميركية مع ايران والحزب، حماية للاوضاع المالية اللبنانية الهشة، كما يقال، وهو يقدم الروبل الروسي والريال الايراني والليرة التركية كنموذج لما قد يصير اليه حال الليرة اللبنانية في حال المكابرة بوجه عقوبات دونالد ترامب.
سلامة نفى في لقائه مع الاقتصاديين امس انه لا زيادة 5 آلاف ليرة على صفيحة البنزين، وقال ان البنك المركزي ليس هو من يضع الضرائب، واكد على الاستقرار النقدي وعلى القروض الداعمة للانتاج وعلى متانة القطاع المصرفي.
اوساط سياسية ابلغت «الأنباء» ان التعجيل بتشكيل الحكومة ينطوي على انقاذ للانسجام السياسي المهدد بين الرئاستين الاولى والثالثة، تحت ضغط المصالح السياسية والادارية المتناقضة والتي تشكل الاحداث والتوترات التي شهدها مطار رفيق الحريري الدولي نموذجه البالغ السوء.
(الأنباء الكويتية)