نشرت صحيفة “تاز” الألمانية تقريرًا، قدّمت فيه تصورًا لمستقبل سوريا في عيون الرئيس بشار الأسد.
وتقول الصحيفة إن الأسد عمِلَ على “تطهير” سوريا من كل أعدائه، ومكافأة كل من ساهم في بقائه على كرسي الحكم حتى اليوم؛ من حلفاء وقادة مجموعات، فضلا عن رجال الأعمال الموالين لنظامه.
وقالت الصحيفة إنه بعد تراجع تنظيم “داعش” في سوريا، سيركز النظام جهوده على السيطرة على المناطق التي تسيطر عليها قوات المعارضة، أي شرق العاصمة دمشق، والمنطقة الواقعة بين حمص وحماة. فمما لا شك فيه، سيحاول الأسد إجبار الأهالي في هذه المناطق على الاستسلام”.
لكن، وعلى الرغم من انحسار سيطرة “داعش” في سوريا، لكن أيديولوجيته ستبقى راسخة، على غرار ما حدث في العراق. فظهور “داعش” في حلة جديدة هو مسألة وقت، خاصة في ظل التفاوت الاجتماعي وغياب رؤية واضحة بشأن مستقبل سوريا، كما تقول الصحيفة.
وفي المرحلة الثانية، سيرغم المعارضون والنشطاء على الاستسلام والتوجه نحو إدلب. وفي المقابل، سيتم توطين السوريين الموالين للنظام في هذه المناطق، وسيقترب الأسد من تحقيق هدفه الذي يتمثل في بناء “مجتمع متجانس”.
وأكدت الصحيفة أن الأسد سيعمل في مرحلة ثالثة على بسط نفوذه في المناطق الخارجة عن سيطرته، ألا وهي شمال شرق البلاد، أي منطقة الحكم الذاتي الكردية بشمال البلاد، فضلا عن جنوب البلاد.
ولفتت الصحيفة إلى أن النظام السوري شن هجوما على منطقتي جوبر وعين ترما، اللتين تعدّان من معاقل الثوار بمدينة دمشق، علما أن كلا البلدتين ينتمي إلى إحدى مناطق خفض التصعيد. وأفادت الشبكة السورية لحقوق الإنسان بأن عدد الغارات الروسية على المنشآت السورية بلغت 36 غارة؛ أسفرت عن تدمير العديد من المؤسسات الصحية ومراكز الدفاع المدني، فضلا عن بعض المدارس ومراكز النازحين.
وقالت الصحيفة إن روسيا خسرت موقعها كدولة ضامنة لسياسة خفض التصعيد. في الوقت ذاته، أصبحت تركيا، التي ترمي من خلال عملياتها العسكرية إلى احتواء الأكراد، غير مؤهلة لضمان خفض. وينطبق الأمر ذاته على إيران، التي تسعى إلى تعزيز نفوذها في الأراضي السورية. وأوردت الصحيفة أن الولايات المتحدة الأميركية وأوروبا لا تسطيعان ضمان استمرارية الهدنة؛ نظرا لانشغالهما بمكافحة “داعش” فضلا عن تورطهما في قتل المدنيين من خلال القصف الجوي، عوضا عن حمايتهم.
وشددت الصحيفة على أن مكافحة “داعش” تتصدر أولويات معظم الأطراف. ففي شرق البلاد، يتنافس الأسد وحلفاؤه إلى جانب قوات سوريا الديمقراطية الكردية المدعومة من قبل الولايات المتحدة؛ على استعادة المناطق من قبضة “داعش”. وفي هذا الإطار، تعمل قوات سوريا الديمقراطية على التقدم في الرقة، في حين يركز النظام السوري هجماته على دير الزور.
(عربي 21)