مع صبيحة أول أيام العام الجديد، أطلق رئيس الحكومة المكلّف سعد الحريري «نفير» التأليف من قصر بعبدا على قاعدة «الحكومة تأخرت كثيراً ويجب أن تُولد»، مشدداً إثر لقائه رئيس الجمهورية ميشال عون على أنهما مصمّمان على إنهاء التشكيلة الائتلافية المُرتقبة «في أسرع ما يمكن لأنّ البلد لا يستطيع أن يكمل من دون حكومة». وانطلاقاً من كلام الحريري، دخل الملف الحكومي عملياً في «دورة جديدة من إعادة تفعيل محركات التأليف» تهدف إلى تزخيم ولادة الحكومة العتيدة في أقرب الآجال التوافقية، حسبما أوضحت مصادر مواكبة لـ«المستقبل»، مشيرةً في الوقت عينه إلى أنّ «حركة المشاورات الجديدة لا تزال في بداياتها ولم تستطع أن تحقّق الخرق المنشود حتى الساعة».
وغداة لقاء القصر الجمهوري، برزت أمس زيارة رئيس «التيار الوطني الحر» الوزير جبران باسيل إلى «بيت الوسط» حيث التقى رئيس الحكومة المكلّف وطرح عليه «عدة أفكار» متصلة بمحاولات إيجاد «الطريقة التي يتقاسم فيها الأفرقاء السياسيون حل المشكلة» الحكومية، وفق تعبير باسيل مؤكداً الاتفاق على «استكمال العمل والاتصالات اللازمة» بغية بلورة الصورة أكثر قبل العودة لإعادة تقويم التطورات.
في الغضون، وعلى مقلب «الثنائية الشيعية» لفت الانتباه ما بدا للمراقبين تضارباً في الأجواء بين جرعة تفاؤل حرص «حزب الله» على ضخها إعلامياً من بكركي موحياً على لسان عضو مجلسه السياسي محمود قماطي إثر لقاء البطريرك الماروني بشارة بطرس الراعي بأنّ «العيدية الحكومية لا تزال قائمة والتشكيل قريب»، وبين مناخات تسرّبت من «عين التينة» أمس وتشي باستبعاد رئيس مجلس النواب نبيه بري ولادة الحكومة في الوقت القريب من خلال ما نقله نواب «لقاء الأربعاء» عن بري من دعوة إلى تفعيل حكومة تصريف الأعمال لإقرار الموازنة العامة، على أنّ بري الذي عاد في التاريخ إلى «اجتهاد العام 1969» لتدعيم دعوته هذه، ذهب في تصوره «للحل الوحيد حاضراً ومستقبلاً» في البلد إلى المطالبة بقيام «دولة مدنية» واعتبار لبنان «دائرة انتخابية واحدة».
(المستقبل)