وكان عبيدي قد فجر نفسه داخل حفل فني في مسرح “مانشستر أرينا” الأسبوع الماضي، ما أسفر عن مقتل 22 شخصاً، بينهم عدد من الأطفال، وإصابة 60 آخرين بجراح، فيما تم تسجيل هذه العملية الإرهابية على أنها الضربة الأقسى منذ أحداث السابع من تموز/يوليو 2005، أي أنها الهجوم الأكبر الذي يستهدف بريطانيا منذ نحو 122 عاماً.
ونقلت جريدة “مانشستر إيفننج نيوز” البريطانية عن مصادر في المدينة قولها إن “السلطات البلدية سوف تستخدم كل السلطة المتاحة لها من أجل عدم دفن الانتحاري داخل المدينة بالقرب من قبور الضحايا الذين قتلهم”.
وذكرت المصادر أن “كل الجهود منصبة من أجل التأكد من أنه لا يوجد أي فرصة لدفن عبيدي داخل مانشستر أو تشييعه في المدينة”.
وبحسب المعلومات التي نشرتها الصحيفة المحلية التي تهتم بأخبار مدينة “مانشستر”، فإن رفات عبيدي لا تزال محفوظة لدى مصلحة الطب الشرعي، وإن القرار النهائي بخصوصها سيعود في النهاية للطبيب الشرعي، لكن المصادر تؤكد أن جثمان عبيدي أو رفاته لم يتم الاحتفاظ بها ولو للحظة واحدة في المكان نفسه الذي تم فيه التحفظ على جثث الضحايا.
من جهتها، قالت جريدة “ديلي ميل” إن عائلة عبيدي لن تتمكن أيضاً من استلام جثة ابنها الانتحاري، بسبب أن والده رمضان ووالدته سامية وشقيقه الأصغر هاشم جميعهم في ليبيا، كما أن والده وشقيقه لا يزالان قيد الاعتقال لدى السلطات في ليبيا، كما يقول المحققون إن هاشم (20 عاماً) على علاقة هو الآخر بتنظيم داعش وكان يخطط لشن هجوم إرهابي كبير في العاصمة الليبية طرابلس.
أما الشقيق الأكبر لعبيدي فهو إسماعيل، ويبلغ من العمر 24 عاماً، هو قيد الاعتقال أيضاً لدى الشرطة البريطانية في مدينة مانشستر التي يقيم فيها.
يشار إلى أن النتائج الأولية للتحقيقات التي أجرتها الشرطة البريطانية تلفت إلى أن سلمان عبيدي ربما يكون تصرف بمفرده، ولم يكن ضمن شبكة إرهابية كبيرة، حيث وجد المحققون أنه اشترى المواد الأولية المستخدمة كافة في صناعة القنبلة التي استخدمها في العملية الانتحارية، وذلك خلال الأيام الخمسة التي أمضاها في مانشستر منذ قدومه من ليبيا حتى تنفيذه العملية، وهو ما يرجح أيضاً أن يكون قد قام بتصنيع العبوة الناسفة بمفرده أيضاً.