خاص Lebanon On Time – جوزاف وهبه
ما حصل في حلقة أمس من برنامج “صار الوقت” على محطّة MTV، إنّما يشكّل سقطة مهنيّة كبيرة لمقدّم البرامج السياسيّة الأولّ، دون منازع، في لبنان أي مرسال غانم، بقدر ما شكّل ويشكّل سقطة أخلاقيّة لمدّعي الثورة على الإقطاع في الجبل وئام وهّاب، والذي تحوّل الى أسوأ ما في عقليّة أهل السلطة، في لحظة واحدة، تمثّلت بمواجهته من قبل الصحافي سيمون أبو فاضل بشيء من الإعتراض على أسلوبه في الكلام والتهويل والخطاب المتدنّي!
ولكنّ الأصل في الإشكاليّة يبقى “مرسال غانم”.لقد بات يتكرّر “الفلتان” في سياق حلقاته بعد أن كان “مايسترو” كامل الأوصاف في القدرة على الجمع بين “الماء والنار” فوق حلبة الأستوديو، ضيوفاً وجمهوراً، كما كان متمكّناً من إدارة الصعود والهبوط في النقاش وفي الحماس، دون أن يخرج أحد على إدارته وعلى هيبته..ولكن زمن الأوّل قد تحوّل، كما يبدو:من الهرج والمرج في حلقة التيّار الوطني الحر إلى حين تدخّل القوى الأمنيّة لضبط الوضع في الداخل والخارج، إلى ما ارتكبه بالأمس القريب الوزير السابق وهّاب، عبر تصرّفه الشخصي غير اللائق (ولا يغيّر إعتذاره شيئاً في جاهليّته، مع أزلامه) بحقّ إعلاميّ لم يخرج مرّة عن الموضوعيّة وعن آداب الحوار والسلوك.
وما يزيد من سقوط غانم (أو المحطّة..) في اللامهنيّة الصحافيّة، أنّه عاد واستقبل المعتدى عليه أبو فاضل، في نوع من رفع العتب، لفترة قصيرة من الوقت، فيما فتح الهواء للمعتدي وهّاب ليشارك في النقاش مع خبراء إقتصاديين، وكأنّ شيئاً لم يكن، أو كأنّ الحادثة قد دارت فصولها في محطّة أخرى، أو كأنّ الفاعل لا يستحقّ المقاطعة، فيما يستحقّ المفعول به كلّ التضامن، خاصة وأنّه إعلاميّ زميل..
هل ما جرى مجرّد حدث عابر، أو أنّ الإعلامي الكبير قد دخل في “العدّ العكسي” لممارسة المهنة، ما يدفع به الى التفكير الجادّ بالإعتزال، وهو في أوجّ نجاحه، بدل التدحرج التدريجي.. وذلك بعد فوات الأوان؟