في ظل خلافات بين روسيا من جهة وفرنسا وبريطانيا والولايات المتحدة من جهة أخرى، أرجأ مجلس الأمن الدولي التصويت على مشروع قرار يدين الهجوم الذي يرجح أنه بغازات سامة في خان شيخون بشمال اسوريا.أرجأ مجلس الأمن الدولي في ختام جلسة طارئة عقدها أمس الأربعاء (الخامس من نيسان/أبريل 2017) للبحث في هجوم يرجح أنه كيميائي استهدف الثلاثاء بلدة خان شيخون السورية، التصويت على مشروع قرار غربي يدين الهجوم ويطالب النظام السوري المتهم بشنه بالتعاون مع التحقيق، وذلك لإفساح الوقت أمام الغربيين للتفاوض مع موسكو حليفة هذا النظام.
وبحسب دبلوماسيين فان التصويت على مشروع القرار الذي قدمته واشنطن ولندن وباريس قد يتم اعتبارا من اليوم الخميس. لكن دبلوماسيين آخرين أفادوا مساء الأربعاء أن روسيا قدمت مشروع قرار بديلا لا يتضمن دعوة للنظام السوري تحديدا للتعاون مع التحقيق.
وقال وزير خارجية فرنسا جان مارك ايرولت إن باريس لا تزال تسعى للتعاون مع أعضاء مجلس الأمن للوصول إلى قرار بشأن سوريا.
ومشروع القرار الغربي الذي يدعو لفتح تحقيق كامل في الهجوم الذي وقع في منطقة خاضعة لسيطرة المعارضة بمحافظة إدلب في شمال غرب سوريا اعتبرته روسيا “غير مقبول على الإطلاق”، في مؤشر جديد إلى الانقسامات بين الغربيين وموسكو حول الملف السوري. ورأى مساعد السفير الروسي لدى المنظمة الدولية فلاديمير سافرونكوف أن المشروع اعد على عجل وليس مفيدا، داعيا إلى “تحقيق موضوعي” في ما حصل.
وعقب انتهاء الجلسة قال السفير البريطاني لدى الأمم المتحدة ماتيو ريكروفت للصحافيين إن “المفاوضات مستمرة مع زملائنا في مجلس الأمن (…) ومن غير المتوقع أن تنتهي اليوم” الأربعاء. أما نظيره الفرنسي فرنسوا دولاتر فأوضح أن المفاوضات تجري “بروح طيبة”، معربا عن “الأمل” في أن يتم التصويت على مشروع القرار “بأسرع وقت ممكن”.
وبينما كانت الدول الكبرى تخوض في نقاش حام في مجلس الأمن أكد الرئيس الأميركي دونالد ترامب أن “الهجوم الكيميائي” غير موقفه حيال الرئيس بشار الأسد، متوعدا برد أميركي على ما اعتبره “إهانة للإنسانية”. وقال ترامب من البيت الأبيض إن “هذا الهجوم على أطفال كان له تأثير كبير علي”.
وخلال جلسة مجلس الأمن هاجمت السفيرة الأميركية نيكي هايلي روسيا بسبب دعمها لنظام الأسد. وقالت “كم من الأطفال يجب أن يموتوا بعد لكي تبدي روسيا اهتماما بالأمر؟”. وأضافت “إذا كانت روسيا تملك التأثير الذي تدعيه في سوريا، فعليها أن تستخدمه”، عارضة أمام أعضاء المجلس صورتين قالت إنهما لبعض ضحايا الهجوم الكيميائي. وطالبت هايلي موسكو أيضا بـ”وضع حد لهذه الأفعال الوحشية”، قائلة “انظروا إلى هذه الصور”.
وأسفر الهجوم على بلدة خان شيخون عن مقتل 86 مدنيا بينهم ثلاثون طفلا و20 امرأة، وفق حصيلة جديدة للمرصد السوري لحقوق الإنسان مساء الأربعاء.
(أ ف ب، رويترز)