كتب الزميل بسام أبو زيدة في “نداء الوطن”:
كل الحرب التي جرت على أرض لبنان كانت أحداثها بشعة ومخزية ولكنّ الدفاع عن الوجود وعن لبنان كان أمراً لا مفرّ منه وتحديداً من قبل المسيحيين لأن وجودهم كان مهدّداً نتيجة غياب الدولة ووضع البلاد تحت سيطرة منظمة التحرير الفلسطينية ووقوف قسم لا بأس به من اللبنانيين إلى جانب السلاح الفلسطيني على حساب الجيش اللبناني والدولة اللبنانية.
في الوقائع التي لا يمكن لأحد نكرانها أنّ الإجتياح الإسرائيلي أخرج منظمة التحرير بشكل أو بآخر من لبنان وكان المواطنون اللبنانيون الشيعة عانوا من السلاح الفلسطيني في الجنوب وحدثت قبل الاجتياح اشتباكات بينهم وبين القوى الفلسطينية، وبعد الاجتياح وبالوقائع أيضاً ولأسباب سياسية ترتبط بمصالح النظام السوري خاضت حركة أمل الشيعية حرباً ضروساً في المخيّمات الفلسطينية في بيروت وفي محيط مدينة صيدا وسقط للبنانيين والفلسطينيين مئات القتلى والجرحى ولا ينسى أهالي مغدوشة كيف اجتاحهم الفلسطينيون صعوداً وحركة أمل نزولاً.
حرب المخيّمات جرت بعد مجزرة صبرا وشاتيلا، وكذلك غيرها من الأحداث في معظم المناطق اللبنانية والتي خلّفت ضحايا بالآلاف من حروب التهجير المتعددة إلى حروب أمل و»حزب الله» في الجنوب وتحديداً في إقليم التفاح وفي بيروت وضاحيتها الجنوبية فخاض الطرفان الشيعيان أشرس المعارك بين بعضهما البعض، إلى حرب العلمين بين حركة أمل والحزب التقدمي الإشتراكي، علماً أننا لا نريد العودة إلى ما ارتكب بحق اللبنانيين عامة والمسيحيين خاصة.
لا يمكن استذكار الحرب في لبنان على القطعة، ولا يمكن استخدام أحداث ماضية من أجل التغطية على كوارث راهنة تسبّب بها المسيطرون على البلاد والسلطة، وبالتالي فإن المطلوب ليس العودة إلى ماضٍ لا أحد فيه أفضل من الآخر، بل المطلوب ممن ينبشون القبور وما زالوا يحفرونها أن يعملوا على إخراج أنفسهم من حاضر ومستقبل لبنان فربما يتعافى البلد وأهله من مجزرة مستمرة.