ومنحت الوقائع الميدانية والسياسية فترة مريحة للجيش اللبناني لتحضير خطة المعركة التي لم يُعلن عن انطلاقها بعد، على الرغم من تقدم قوات من الجيش فجر الأربعاء باتجاه مواقع سيطرة “داعش” تحت غطاء مدفعي وجوي. وأكدت مصادر محلية في محافظة البقاع، إصابة 4 عسكريين بنيران “داعش” خلال عملية التقدم، عُرف منهم الملازم أول علي مصطفى حوا، من فوج التدخل الأول. كما أعلن الجيش عن قتل 6 مسلحين ومصادرة أسلحة وعتاد.
وفي إطار الاستعداد للعملية، حشد الجيش حوالي 12 ألف عسكري، بحسب معلومات “العربي الجديد”، بعد نقل وحدات من أفواج التدخل في مُختلف المناطق اللبنانية ومن أفواج النخبة (المغاوير، والمحمول جواً أو ما يسمى بالمجوقل)، من قواعد عسكرية في شمال العاصمة بيروت. وتم نشر العسكريين على طول الخط الحدودي من بلدة عرسال وحتى أقاصي الحدود الشرقية الشمالية مع سورية قرب بلدة القاع. وخطوط إمداد هذه القوات قريبة من قواعد الجيش في محافظة البقاع، وتحديداً مطار رياق العسكري الذي يشهد وصول العتاد الأميركي المُقدم للجيش بشكل دوري وبما يُلبي احتياجات الجيش لا سيما من ذخائر المدفعية. ويشار إلى أن عسكريين أميركيين يشرفون على طلعات طائرات “سيسنا كارافان” التدريبية التي قدمتها الولايات المتحدة للجيش اللبناني بعد تعديلها لتتمكن من حمل صواريخ “جو-أرض” من طراز “هلفاير”.
وتساهم الطائرات المُسيّرة التي يمتلكها الجيش اللبناني، في تحديد إحداثيات القصف عبر سلاحي المدفعية والجو، لمواقع “داعش”. وتشارك في عمليات التقدم في الجرود مدرعات الجيش اللبناني ودباباته، علماً أن تسليح الجيش اللبناني مُختلط بين “السلاح الشرقي” الذي حصل عليه لبنان على سبيل الهبات من روسيا، و”السلاح الغربي” الذي تعتمده دول “حلف شمال الأطلسي” (ناتو)، والذي تصنع الولايات المتحدة معظمه.
ويشير موقع “غلوبال فاير باول” العسكري المُختص، إلى أن الجيش اللبناني يملك 294 دبابة قتالية (روسية وأميركية وفرنسية الصنع)، و238 قطعة مدفعية (12 منها فقط ذاتية الحركة)، و30 قاذفة صواريخ روسية الصنع. ويُصنف موقع “غلوبال فاير باور” الجيش اللبناني في الترتيب 98 من أصل 133 جيش نظامي في العالم، وذلك في إحصاءاته للعام 2017. ويبني الموقع تصنيفه وفق معادلة حسابية تشمل الموازنة المالية والقدرات البشرية والتكنولوجية واحتساب نسبة عدد الجنود العاملين بالنسبة لعدد السكان.