لا تقتصر معركة عفرين المرتقبة على أبعادها العسكرية والميدانية، بل تتعدى ذلك بما تحمله من جوانب سياسية وملامح مواجهة متعددة الجوانب تخوضها أنقرة في إطار حربها ضد الأكراد.
ويتزامن توقيت المعركة الذي بدا كردٍّ على الإعلان الأميركي بتأسيس قوة كردية قوامها 30 ألفاً لتأمين الحدود، مع حملات النظام في محافظة إدلب المتاخمة.
وعلى طرفي المعادلة توجد موسكو، حليفة النظام، وحليفة تركيا كذلك، والتي أخذت جانب أنقرة في الاعتراض على القرار الأميركي.
أما منطقة عفرين، فتحمل أهمية كبرى لتركيا لدرء خطر المقاتلين الأكراد عن حدودها، ولكونها تفصل بين مناطق سيطرة قوات درع الفرات ومحافظة إدلب في الغرب. وفي حال أحكمت تركيا السيطرة عليها فذلك سيقضي على إمكانية أي تواصل جغرافي بين الكانتونات الكردية الثلاثة شمال سوريا، وبالتالي حلم الفيدرالية.
ووفقاً لمحللين، فإن تركيا تمكنت، عبر تنسيقها الوثيق مع روسيا وتبادل المصالح معها، من التمهيد لعملية عفرين، حيث تغض موسكو النظر عن التدخل التركي، مقابل إبعاد أنقرة لفصائل المعارضة التي تدعمها عن المشهد في إدلب، وإفساح المجال أمام النظام للتقدم على الأرض فيها.