تمكنت ساعة آبل الذكية Apple Watch من الكشف عن عدم انتظام معدلات نبضات القلب على نحو يسمح بالتدخل المبكر لمراقبة مشكلة خطيرة في القلب، وفقًا لبيانات من دراسة كبيرة تمولها آبل، ما يدل على دور مستقبلي محتمل للأجهزة الذكية القابلة في مجال الرعاية الصحية.
وهو الشكل الأكثر شيوعًا لنبض القلب غير المنتظم. حتى إن المرضى الذين يعانون من الرجفان الأذيني غير المعالج هم أكثر عرضة للإصابة بالسكتة الدماغية خمس مرات.
وعُرضت نتائج أكبر دراسة للكشف ومراقبة الرجفان الأذيني، التي شملت أكثر من 400,000 من مستخدمي Apple Watch الذين دُعوا للمشاركة، يوم السبت في اجتماع الكلية الأميركية لأمراض القلب في نيو أورليانز.
ومن بين 400,000 مشارك، تلقى 0.5% أو نحو 2,000 شخص، إشعارات من ساعة آبل بنبض غير منتظم. ثم أُرسل إلى هؤلاء الأشخاص لصقة لمراقبة ECG تخطيط كهربية القلب لارتدائها للكشف لاحقًا عن نوبات الرجفان الأذيني.
وقال باحثون إن ثلث الذين اكتشفت ساعاتهم وجود نبض غير منتظم تأكد لديهم الرجفان الأذيني باستخدام تقنية تخطيط القلب. كما أظهرت البيانات أن نحو 84% من إخطارات النبض غير المنتظمة تم تأكيدها لاحقًا كنوبات رجفان أذيني. ووجدت الدراسة أيضًا أن 57% من المشاركين الذين تلقوا تنبيها على ساعتهم طلبوا عناية طبية.
فيما أكد الدكتور ماركو بيريز، أحد الباحثين الرئيسيين في الدراسة من كلية ستانفورد للطب: “يمكن للطبيب استخدام المعلومات من الدراسة ، والجمع بينها وتقييمها، ثم توجيه القرارات السريرية بشأن ما يجب القيام به مع التنبيه”.
أما بالنسبة لآبل، فإن نتائج هذه الدراسة تمثل دفعة قوية لها في استراتيجيتها نحو الرعاية الصحية، حتى إن الجيل الرابع من ساعتها الذكية، الذي طرح للبيع بعد بدء الدراسة ولم تُستخدم فيها، تمتاز بقدرتها على أخذ رسم القلب للكشف عن مشكلات القلب، وهي تنتظر الحصول على ترخيص من إدارة الغذاء والدواء الأميركية.
ويرى الدكتور ديباك بهات، أخصائي أمراض القلب من مستشفى بريغهام والنساء في بوسطن والذي لم يشارك في التجربة، أن هذه الدراسة مهمة لأن استخدام هذا النوع من التقنية القابلة للارتداء سيصبح أكثر انتشارًا.
وحث الباحثون على توخي الحذر من قبل الأطباء في استخدام البيانات من الأجهزة الاستهلاكية عند علاج المرضى. لكنهم يرون أيضًا إمكانات مستقبلية كبيرة لهذا النوع من التقنية. وقال لويد مينور، عميد كلية الطب في ستانفورد: “الرجفان الأذيني هو مجرد بداية، حيث تفتح هذه الدراسة الباب لإجراء مزيد من الأبحاث عن التقنيات القابلة للارتداء وكيف يمكن استخدامها لمنع المرض قبل أن يحدث”.