إذا سبق لكم أن عانيتم حِصى الكِلى، فإنكم بالتأكيد تدركون حجم الوجع الذي تسبّبه. هذه المشكلة تحدث عندما لا يعود البول قادراً على حمل أملاح الكالسيوم أو حامض اليوريك لأنّ تركيزاتهما تكون عالية جداً. هذه الأملاح تتراكم وتشكّل كريستالات يمكن أن تتحوّل إلى حِصى. لكن كيف يمكن التصدّي لها؟
اطّلعوا في ما يلي على أفضل الوسائل التي تقي من حِصى الكِلى وتخفّض احتمالَ عودتها مجدداً:
الترطيب المنتظم
في حال التعرّق المكثّف خلال الرياضة وعدم تعويض المياه التي يتمّ فقدانها، فذلك يعزّز خطر ظهور حِصى الكِلى. انخفاض المياه يعني تقليص الحاجة إلى التبوّل، ما يسمح لهذه المعادن المُسبِّبة للحِصى بالاستقرار والمكوث في الكِليتين والمسالك البولية. لذلك يجب الحفاظ على ترطيب متواصل من خلال شرب الكثير من المياه. صحيح أنه من المزعج الشعور برغبة منتظمة في دخول الحمّام عند زيادة كمية المياه، لكنّ ذلك يُعدّ وسيلة بخسة الثمن للوقاية من حِصى الكِلى.
خفض استهلاك هذه الأطعمة
تحديداً التي تحتوي مستويات عالية من “Oxalate”، كالفستق، والسبانخ، والشمندر، والجوز، والشوكولا، والبطاطا الحلوة. علماً أنه متوافر أيضاً في الفاكهة والخضار، والبذور والمكسّرات، والحبوب، والبقوليات، والشاي. إذا تعرّضتم مُسبقاً لحِصى الكِلى المرتبطة بأكسالات الكالسيوم يعني أنه عليكم تفادي هذه المأكولات. إستناداً إلى “National Kidney Foundation”، في حال استهلاك مصادر الأكسالات فيجب أن يترافق ذلك مع الأطعمة أو السوائل الغنيّة بالكالسيوم. يساعد هذا الأمر الأكسالات والكالسيوم على الربط ببعضهما في المعدة والأمعاء قبل أن تبدأ الكِليتان في المعالجة، الأمر الذي يخفّض احتمالَ تشكّل الحِصى.
تجنّب الصودا
إستهلاك المشروبات الغازية التي تحتوي حامض “Phosphoric” قد يرفع احتمال التعرّض لحِصى الكِلى. نصح العلماء في إحدى الدراسات 500 رجل كانوا يحتسون ما لا يقلّ عن 160 ملل من الصودا في اليوم بتقليص هذه الجرعة. معظمهم عمد إلى شرب 100 ملل أو أقلّ من هذه السوائل يومياً. وبعد مرور 3 أعوام، تبيّن أنّ خطر تعرّض هؤلاء لحِصى الكِلى انخفض مقارنةً بالمجموعة التي لم تُقدَّم لها هذه النصيحة. إستبدال الصودا بالمياه يملك فوائد صحّية لا تُحصى، لذلك سارعوا إلى حذف هذه المشروبات نهائياً.
إحتساءُ كوب من عصير الحامض
لسوء الحظّ، إذا عانيتم حِصى الكِلى مُسبقاً فإنكم أكثر ميلاً إلى التعرّض لها مجدداً. في حين أنّ حِصى الكِلى المُزمنة تُعالَج غالباً بالـ”Potassium Citrate”، أظهرت الدراسات أنّ الحميات الغنيّة بمصادر حامض “Citric”، كالحامض، قد توفّر الفوائد الوقائية ذاتها. كذلك يمكن شرب عصير الشمّام والليمون اللذين يحتويان بدورهما الـ”Citrate”. ينصح الخبراء بشراء عصير الحامض الخالي من السكر بما أنّ هذا الأخير يعزّز خطر حِصى الكِلى، أو ببساطة إضافة عصير الحامض الطازج إلى المياه المستهلكة خلال اليوم.
تقليص حِصص اللحوم الحمراء
حِصى حامض اليوريك تُعتبر بدورها من بين أنواع حِصى الكِلى الأكثر شيوعاً. إنها قد تتشكّل عند استهلاك كمية مرتفعة من المأكولات التي تحتوي المركّب الكيماوي “Purine”، كاللحوم الحمراء والمِحار. إذا عانيتم مُسبقاً هذا النوع من حِصى الكِلى، أو إذا كنتم تجدون أنّ غذاءَكم غنيّ بهذه الأطعمة وتريدون خفض خطر تعرّضكم لحِصى الكِلى، ما عليكم سوى تقليص حصص مصادر الـ”Purine” كاللحوم الحمراء وأعضائها، والمِحار. في المقابل، تنصح “National Kidney Foundation” بالتركيز على الغذاء المليء بالخضار والفاكهة، والحبوب الكاملة، ومنتجات الألبان القليلة الدسم.
التقيّد بغذاء مُنخفض الملح
في الدراسات التي تمكّن خلالها الأشخاص من خفض خطر حِصى الكِلى، طُلب منهم التقيّد بغذاء قليل بالملح. الحمية الناجحة لخفض حِصى الكِلى ترتكز على زيادة الكالسيوم، وخفض استهلاك مصادر الأكسالات، واستهلاك أقلّ من 2 غ من الصوديوم في اليوم.
بلوغ وزن صحّي
توصّلت أبحاث عدّة إلى ارتفاع خطر التعرّض لحِصى الكِلى عند مرضى السكري والبدناء. قد يرجع سبب ذلك إلى مقاومة الإنسولين التي تخفّض إفراز السيترات البولية وترفع إفراز الكالسيوم، ما يساعد على تشكّل حِصى الكِلى. من جهة أخرى، يرتبط ارتفاع مؤشر كتلة الجسم (BMI) بزيادة إفراز أكسالات البول، الأمر الذي قد يؤدّي إلى ظهور حِصى أكسالات الكالسيوم.
(سينتيا عواد – الجمهورية)