وقالت رئيسة الوزراء المحافظة أمام مجلس العموم أثناء عرض الاتفاق المبرم الجمعة في بروكسل: “سنغادر (الاتحاد الأوروبي) لكننا سنفعل ذلك بسلاسة وبتنظيم، عبر إنشاء شراكة جديدة وثيقة وخاصة مع أصدقائنا مع استعادة السيطرة على حدودنا ومالنا وقوانيننا”.
واتفقت المفوضية الأوروبية ولندن الجمعة على آليات الانفصال (بريكست) بعد أشهر من المحادثات المتوترة، ما يفتح مجال الانتقال إلى مفاوضات تجارية لمرحلة ما بعد “بريكست”.
وقالت ماي: “بالطبع ليس ثمة اتفاق قبل الاتفاق على كل شيء”، معتبرة أن تتمة المحادثات “لن تكون سهلة”.
وأضافت: “هناك برأيي شعور جديد بالتفاؤل في المفاوضات”.
وتابعت: “إنه خبر سار للذين صوتوا لأجل الخروج (من الاتحاد الأوروبي) وكانوا يخشون أن نغوص في مستنقع، وكذلك للذين صوتوا للبقاء (في الاتحاد) ويخشون أن نغرق”.
وتأمل ماي في تبني هذه التسوية أثناء قمة رؤساء دول وحكومات الاتحاد في 14 و15 ديسمبر للتركيز على بناء “علاقات اقتصادية وأمنية جديدة طموحة”.
وقبل كلمتها أمام مجلس العموم، اجتمعت ماي بحكومتها التي ما زالت منقسمة بشأن صيغة “بريكست” المستقبلية، بين مؤيدي إبقاء علاقات وثيقة مع الاتحاد الأوروبي والذين يريدون انفصالاً قاطعاً عن القواعد الأوروبية، فيما اعتبر البعض التسوية انطلاقة لـ”بريكست” معتدل.
ومن المقرر أن تدفع بريطانيا بموجب التسوية المالية بين 40 و45 مليار يورو كلفة خروجها من التكتل الأوروبي في مارس 2019. وتتيح التسوية للمواطنين الأوروبيين في بريطانيا والعكس الحصول على إقامة دائمة، بالإضافة إلى تمتعهم بالحق في العمل والدراسة والحصول على الرعاية الصحية والرواتب التقاعدية والضمان الاجتماعي.
كما تعهدت بريطانيا بإيجاد سبيل لتفادي العودة إلى الحدود بين إيرلندا وإيرلندا الشمالية، إلا أن تصريحات وزير الـ”بريكست” البريطاني ديفيد ديفيس يوم الأحد حين أكد أن بلاده لن تفي بالتزاماتها المالية للاتحاد الأوروبي التي تم الاتفاق عليها هذا الأسبوع، إذا تعذر إبرام معاهدة تجارية مع التكتل، حدت من موجة التفاؤل التي صاحبت التوصل إلى الاتفاق.
وقال ديفيس لشبكة “بي بي سي” إن: “عدم الاتفاق يعني أننا لن نسدد فاتورة بريكست”، مضيفاً أن المسألة ستكون “مشروطة بالحصول على فترة انتقالية” وكذلك “باتفاق تجاري”.
لكن ديفيس أوضح تصريحاته أمس الاثنين، مؤكدا أنه أسيئ تفسيرها وقال: “بالطبع (الاتفاق) ملزم قانوناً”، لكنه كرر التأكيد على أن غياب الاتفاق التجاري يعني غياب الاتفاق على سائر المسائل.
وأوضحت كبيرة متحدثي المفوضية الأوروبية مرغاريتيس سكيناس أن التسوية “من منظار رسمي” ليست “ملزمة قانوناً”. وأضافت: “لكننا نعتبر التقرير المشترك (لمفاوض الاتحاد الأوروبي) ميشال بارنييه وديفيد ديفيس بمثابة اتفاق شرف”.
وقالت أيضاً: “من المفهوم تماماً أنه يلقى دعماً كاملاً ومصادقة تامة من الحكومة البريطانية”.