تنظر الاوساط السياسية اللبنانية عامة والطرابلسية خاصة الى الرئيس نجيب ميقاتي واللواء اشرف ريفي على انهما احتلا موقعا متقدما في الحياة السياسية الطرابلسية، حيث بات الرقم الصعب الذي لا يمكن تجاوزه.
مصادر طرابلسية اكدت ان ريفي تمكن في مدة قياسية من التمدد في جميع انحاء الشمال ممثلا لتيار سياسي لبناني بات منافسا لتيار المستقبل غارفا من صحنه في وقت يشهد فيه التيار الازرق انكفاء لاسباب لم تعد خافية على احد.
يمثل راهنا ريفي حركة سياسية لم تعد محصورة في الجغرافية الطرابلسية والشمالية بل تجاوز هذه الجغرافيا على مساحة الجغرافيا اللبنانية وحيث يتلاقى في النهج والفكر السياسي مع احزاب وقوى وتيارات سياسية عدة تحمل نفس الشعارات والرؤية السياسية الى قضايا عديدة هي موضع خلاف واختلاف..
ولعل الاستحقاق الانتخابي المقبل سيشكل الامتحان الاول لرؤية ريفي السياسية ولنهجه بحسب المصادر نفسها، سيما وانه يعول كثيرا على هذا الاستحقاق بالرهان وفق برنامج سياسي سيادي واصلاحي ومواجهة ما يسميه السلاح غير الشرعي ومكافحة الفساد وصولا الى بناء دولة عصرية.
حسب مصادر ريفي ان ماكينة انتخابية حديثة ومتطورة باتت في حالة الجهوزية على الساحة الطرابلسية بعد سلسلة اجتماعات عقدها مع كوادر تياره السياسي في دائرة طرابلس ـ المنيه ـ الضنية، وهو اليوم في مرحلة استكمال هذه الماكينة في بقية المناطق اللبنانية التي قرر ريفي ان يخوض فيها معاركه الانتخابية تبعا لطبيعة التحالفات التي سوف يعقدها ويجري لاجلها مشاورات في حركة لقاءات لا تهدأ.
وتشير هذه المصادر الى ان تحالفات ريفي ستؤسس على قاعدة التشارك في القناعات والرؤى السياسية بدءا من التحالف مع قوى المجتمع المدني وقوى التغيير واي قوة سياسية يتشارك معها القناعات والثوابت الوطنية بحيث يعتبرها حينئذ الحليف الطبيعي. وان ريفي يعتبر اليوم جزءا من حركة اتصالات ضمن مبادرة وطنية تقوم بها قوى سياسية واهلية والمجتمع المدني على المستوى الوطني في سعي لتشكيل نموذج لكل اللبنانيين هو نقيض لنهج السلطة الحالي التي يعتبرها ريفي انها تتمادى بالتفريط بسيادة البلاد وقد استشرى الفساد الذي تخطى كل الحدود.
وتوضح المصادر انه بناء على ذلك كانت عملية التواصل الدائم والمعلن بين اللواء ريفي وحزب الكتائب والاحرار اضافة الى تواصل مع كثير من الاطياف السياسية في هذا السياق مع ما سمي بالمعارضة الشيعية المناهضة لحزب الله وحركة امل، والتي عقدت مؤخرا لقاء للمعارضين الشيعة في سعي لبلورة ما تعتبره شخصية استقلالية.
وحسب المصادر نفسها فان ريفي ينظر الى الانتخابات المقبلة على انها محطة للتغيير ولتقديم خيار بديل للبنانيين رغم ملاحظاته الكثيرة على القانون الحالي وقد قطعت الجهوزية السياسية الوطنية اللوجستية شوطا كبيرا. وتوضح ان الجهوزية السياسية هي جزء من عملية السعي للتوصل الى التقاء القوى الوطنية بخوض الانتخابات سوية وقطعت اشواطا كبيرة وبانتظار الاسابيع المقبلة لبلورة شيء ما له علاقة بالجهوزية اللوجستية بعد انجاز الماكينة الانتخابية في طرابلس.
لم تعد حركة ريفي محصورة في دائرة طرابلس ـ المنية ـ الضنية وقد ظهر انه مرتاح الى قواعده الشعبية في هذه الدائرة حتى انه افصح عن تحالفه مع المهندس وليد معن كرامي معتبرا انه يمثل البيت السياسي العربي الوطني لمواجهة ما يسميه «الفرسنة». ثم اتجه نحو عكار ولديه عدة خيارات في هذه المحافظة سواء على صعيد المرشحين السنة او المرشحين المسيحيين وقد تردد مؤخرا اسم العميد المتقاعد جورج نادر كمرشح محتمل عن المقعد الماروني وعلى المستوى السني لا يزال قيد التشاور بينه وبين النائب خالد الضاهر دون ان يتبلور اي شيء في هذا الاطار حتى الان. بالرغم من مساعي الضاهر للتحالف مع ريفي. وفي دائرة الكورة ـ زغرتا ـ بشري ـ البترون فلدى ريفي عدة اسماء لم تتبلور بعد لكنه سيكون داعما للائحة سوف تظهر في الايام المقبلة.
اللافت ان اللواء ريفي في الاونة الاخيرة وبحسب مصادره ركز على دائرة بيروت الثانية التي تضم وفق القانون الانتخابي الجديد المزرعة ـ المصطيبة ـ راس بيروت ـ عين المريسة ـ ميناء الحصن ـ زقاق البلاط ـ الباشورة، وفيها 11 نائبا. ستة سنة وشيعيان ودرزي وارثوذكسي وانجيلي. وهي الدائرة الاهم بين دوائر بيروت بحيث ستكون معركته الانتخابية فيها في مواجهة تيار المستقبل وقد تكون هذه المعركة مفصلية وتعكس حجم القوى السياسية على الساحة اللبنانية وقد ظهر ذلك في لقاءين عقدهما ريفي لفتا الانظار السياسية كافة وشكلا قلقا مباشرا للرئيس الحريري ولوزير الداخلية نهاد المشنوق ابن هذه الدائرة لان اللواء ريفي دخل الى عقر دار التيار الازرق مواجها الوزير المشنوق بالذات سواء في اللقاء الذي عقده منذ ايام في احد مطاعم بيروت وفي اللقاء الثاني الذي عقده في عرمون الذي حضره عدد كبير من اهم العائلات البيروتية العريقة الاساسية كعائلات عيتاني وداعوق ومنيمنة وهي كانت في الاساس تعتبر الركيزة في انتخابات الرئيس الشهيد رفيق الحريري لكنه الزمن هو زمن التحولات.
وفي هذه الدائرة يتجه ريفي للتحالف مع المجتمع المدني خاصة مع مجموعة «بيروت مدينتي» غير ان ريفي وفي سياق سياسته المتبعة اعلن بوضوح انه يترك لاهالي بيروت انتاج اللائحة التي يريدونها كما قرر ريفي خوض الانتخابات النيابية ايضا في صيدا بعد ان ضمت اليها جزين وقد اعلن ذلك صراحة ان حين كانت الانتخابات ستجري على اساس قانون الستين اثر عدم خوض الانتخابات في صيدا احتراما للسيدة بهية الحريري وللرئيس فؤاد السنيورة لكن بعد اقرار القانون النسبي وعلى قاعدة الصوت التفضيلي وضم جزين الى هذا الدائرة ينظر الى خوض الانتخابات في هذه الدائرة.
ايضا تمدد ريفي باتجاه البقاع الاوسط والبقاع الغربي والشمالي وما ينطبق على بيروت والمناطق الاخرى ينطبق على البقاع وبقية الدوائر الانتخابية الاخرى بما يحوله الى زعيم سني جديد على الساحة اللبنانية وقائد لتيار سياسي عريض.
لم يحدد اسماء المرشحين في تلك الدوائر لكن التواصل قائم مع العديد من القيادات في تلك المناطق لا سيما وانه التقى عشائر عربية في عرمون وفي البقاع.
(الديار)