ماكرون بزي رسمي وكرافات

كتب المحلل السياسي- Lebanon on time

لفتني بيان جمعية المصارف الذي تتضمن اقفالا لمدة ثلاثة ايام وتعابير تدل على حرص أصحاب المصارف على كرامة وسلامة المودعين..
“احبائي” اصحاب المصارف، لو كنت مسؤولا في الدولة ولي سلطة عليكم، لكنت اتخذت قرارا باقفال معظم مؤسساتكم، ان لم نقل جميعها، وملاحقة العديد من المسؤولين فيها.

اريد ان اقول لكم، لقد جنيتم مليارات الدولارات على حساب المواطنين وجيوبهم، وحين هبت العاصفة المالية على البلد، بداتم تتقاذفون التهم يمينا ويسارا، وتبراتم من دم الصديق، وتخليتم عمن امنكم على جنى عمره.

نعم ايها المنافقون بزي رسمي زائد كرافات ملونة مثل ” الحرباية”، صحيح انكم اليوم مدعومون من السلطة الحاكمة، ولن تتمكن الناس من اخذ حقوقها بشرف، ولكن تاكدوا ان لعنة التاريخ ستحل عليكم وعلى اولادكم، وسياتي يوم تندمون فيه على افعالكم وافعال من وراءكم، والمستقبل ات، والعدل الالهي يمهل ولا يهمل.
المضحك المبكي، في بيانكم، كما يقول المثل ضربني وبكى سبقني واشتكى.
نعم لقد صغتم بيانا محبوكا مرتكزا على تحصيل مصلحتكم وحقوكم وحماية ارواحكم وارزاقكم، نعم هذا البيان كتب على يد صحافي متمرس له باع طويل في المهنة، لكنه نسي ان بيانه خال من روح الحقيقة، وحقوق الناس، ونسي هذا الصحافي المتمرس ان اهله واقرباءه وجيرانه واولاد حارته وبلدته ومدينته، لهم في ذمة هذه الطبقة من المصرفيين حقوق منهوبة.

بيانكم المكتوب بحبر مسروق اورد فيه الصحافي تعبيرا ذا دلالات عسكرية، مثل:” اعتداءات متكررة.”، يا اصحاب المصارف انتم من سطوتم على جيوب الناس، واذا استعملنا تعبيرا اخر نفي به الناس حقهم نقول، انتم من نهبتم اموال المواطنين، واستفادتم من ملايين الدولارات لسنين عدة يوم كنتم تنالون فوائد عالية من مصرف لبنان، على حساب المواطنين، والانكى من كل ذلك هربتم مع الطبقة السياسية الحاكمة كل هذه الاموال الى الخارج، وبدأتم تتقاذفون التهم وتتهربون من المسؤولية، دون محاسبة او مساءلة من القضاء المختص.

وحين خالف بعض المواطنين القانون عندما دخلوا الى المصارف لاخذ اموالهم وحقوقهم بالقوة ، استنفرت كل الاجهزة القضائية وبدات باصدار الاستنابات القضائية بحق هؤلاء، مع العلم ان هذه السلطة القضائية لم تقم بدورها بمحاسبة من حجز ونهب اموال الناس، من اصحاب المصارف وسواهم.

واللافت ايضا في البيان حرص الجمعية على كرامة المودعين الموجودين داخل الفروع.
ايها الماكرون، اعتقد انكم تعيشون بعيدا عن معاناة اهل البلد، وخارج البلد اصلا، الم تلاحظوا ان المودعين يذلون يوميا على ابواب مصارفكم لتحصيل جزء من اموالهم او مستحقاتهم او رواتبهم الشهرية.

الم تشاهدوا على شاشات التلفزة او على مواقع التواصل الاجتماعي طوابير الذل على ابواب مصارفكم، حقا انكم لستم من اصناف البشر الطبيعيين، بل انتم اناس من اصناف اخرى، ترتدون الزي الرسمي والكرافات من جيوب الفقراء والمودعين واصحاب الدخل المتواضع، ومن دون ان يرف لكم جفن واحد.

بيانكم يشدد على نبذ العنف بكافة اشكاله، لقد نسيتم يا “اصحاب الاخلاق العالية” ونسي كاتب البيان ان العنف له اوجه عدة منها الجسدي والمعنوي والنفسي. صحيح اننا نرفض رفضا تاما الدخول الى المصارف وممارسة اعمال التهديد، ولسنا اصلا من مؤيدي تلك التصرفات، ولكننا نرفض ايضا ونستنكر افعالكم وممارساتكم المبنية على التذاكي والاحتيال الرقمي واللفظي، فالعنف المعنوي والجسدي الذي تسببونه يوميا يقتل ضحاياه، فقد سجل موت عشرات المودعين بسب سرقتكم اموالهم .
وختاما اريد ان الفت انتباه المسؤولين عندنا واصحاب المصارف “رجال التقوى والقانون” والموظفين الى انه مهما اتخذتم من اجراءات لن تتمكنوا من وقف هجمة الناس عليكم كالبحر الهادر ، كي تحصل على حقوقها وتسترد اموالها وجنى عمرها من أيديكم الآثمة.
ولكم مني السلام ..
حفظ الله هذا الوطن الجريح وحماه من امثالكم.