خاص Lebanon On Time – جوزاف وهبه
إذا كان النواب التغييريون قد سقطوا في تجربة الإنقسام نتيجة الخيارات الخاطئة والضبابية في شتّى مواقفهم الإنتخابية، فإنّ نواب ورقة “لبنان الجديد” لا يقلّون غموضاً وذبذبة حيث يختبئون – عن عجز أو عن تناقضات داخلية أو عن ميول سياسية مبطّنة – خلف تكرار الاقتراع لتلك الشخصيّة الوهميّة المسمّاة “لبنان الجديد”!
أيّ “لبنان جديد” مثلاً يمكن أن يصنعه النائب وليد البعريني، المخضرم بحكم ولايات والده النيابية، وأيّة أفكار يحملها ويمكن لها أن تثبّت الأمل والتشبّث بالجذور في نفوس الجيل الجديد أو لدى أهل عكار المنسيّين إلّا من وباء الكوليرا..وحتّى إشعار آخر؟
وكيف يصنع النائب محمد سليمان لبناناً جديداً بتبريره للورقة شبه البيضاء “نريد أن نأكل العنب لا أن نقتل الناطور”، فهل له أن يخبرنا أيّ عنب سيطعمنا، ومن هو الطرف الذي يسعى (أو القادر) الى قتل الناطور؟نريد أن نفهم، لا أن نتلطّى خلف الألغاز والأمثال..
إستمعنا الى النائب أحمد الخير في حلقة “صار الوقت”، وكان مقنعاً الى حدّ ما. ولكن الى متى يستمرّ التخفّي خلف الشعار البرّاق، بما أنّه لا ينتظر كلمة سرّ سفير – كما قال – ، ولا ينتظر إيحاء من التيار الأزرق الذي ساهم بإيصاله الى الندوة البرلمانية؟
هل يعقل أنّ نائب الضنية الجديد عبد العزيز الصمد يحمل في جعبته ملامح “لبنان الجديد”، دون أن نتنبّه الى ذلك ودون أن يفصح خطابه المفقود عن ذلك..وهل أوضح القادم من مدرسة عصام فارس النائب سجيع عطيّه شيئاً عن إسم الرئيس العتيد، حين قال:”نريد التوصّل الى شخصيّة تخلّصنا من الأزمة التي نعيشها ونسير نحو لبنان الجديد لبنان الأفضل”..أو أنّ الكلمة الفصل تبقى عند نائب الإعتدال الوطني أحمد رستم، في ما يخصّ مسار قادم الأيام والتحوّلات الرئاسية؟
لا نعرف من هم جميع فرسان “لبنان الجديد” ولكن آن لهم أن ينزلوا عن صهوة هذا الشعار الفارغ، وأن يلامسوا الواقع السياسي بوضوح أكثر وجدّية أكثر.فالمرحلة الراهنة لا تحتمل مزيداً من اللعب والتورية والأوراق المهملة.من يريد أن يأكل ويطعمنا العنب، عليه أن ينزل الى الكرم تحت وضح الشمس، وأن يسقط في صندوقة الإقتراع إسماً كامل الأوصاف..وإلّا يكون – عن قصد أو دون قصد – شريكاً كاملاً في جريمة قتل الناطور!