أقيم في “مؤسسة شاعر الفيحاء سابا زريق الثقافية بطرابلس” إحتفال بمناسبة إفتتاح قاعة محاضرات تضم مكتبة متخصصة حصرا باللغة العربية وآدابها.
وحضر حفل الإفتتاح في مقر المؤسسة في مجمّع طرابلس عند بولفار المعرض مقبل ملك ممثلا الرئيس نجيب ميقاتي، أحمد الصفدي ممثلا النائب محمد الصفدي، الوزير السابق رشيد درباس، مفتي طرابلس والشمال الدكتور الشيخ مالك الشعار، المونسنيور إلياس بستاني ممثلا راعي ابرشية طرابلس للروم الملكيين المطران إدوار ضاهر، نائب رئيس المجلس الدستوري القاضي طارق زيادة، رئيس دائرة أوقاف طرابلس الشيخ عبد الرزاق إسلامبولي، الأمينة العامة للجنة الوطنية لليونيسكو الدكتورة زهيدة درويش جبور، مؤسس دار الكتب العلمية محمد علي بيضون، مديرة مركز الدروس الجامعية في الجامعة اليسوعية في الشمال فاديا علم، رئيس المجلس الثقافي للبنان الشمالي صفوح منجّد، رئيس رابطة الجامعيين غسان حسامي، العميد الدكتور أحمد العلمي، السفير السابق عبد المجيد القصير، رئيسة الجمعية الفرنسية للحفاظ على تراث طرابلس جمانة شهال تدمري، وعقيلة رئيس المؤسسة الحقوقي الدكتور سابا زريق وعائلته وحشد من الأدباء والكتاب ومهتمين.
زريق
في الإفتتاح النشيد الوطني اللبناني ونشيد الفيحاء لشاعر الفيحاء سابا زريق، ثم ألقى الحقوقي الدكتور سابا زريق كلمة تناول فيها المراحل التي مرّت بها المؤسسة التي أبصرت النور في حزيران 2013 وأطلق عليها إسم جده شاعر الفيحاء سابا زريق ولخّص أهدافها وأغراضها بالمساهمة في نشر الثقافة الأدبية العربية في لبنان والعالم العربي والمهاجر اللبنانية وتعزيز اللغة العربية والمساهمة في تشجيع الكتاب من شعراء وباحثين وأدباء على نشر نتاجهم وفي تنظيم اللقاءات والمحاضرات وتشجيع البلدات والقرى والمدن على إنشاء مكتبات عامة وتجهيزها بالوسائل الحديثة.
وقال: لقد نذرت المؤسسة منذ يومها الأول نفسها لتحقيق هذه الأغراض بشتى الوسائل واضعة نصب عينيها هدفين: أولهما تخفيز الناس على التملّك من لغتهم الأم وهي عنوان إنتمائهم ويعبرون فيها عن أفكار ورؤى وتطلعات، وثانيهما الإفساح في المجال لنشر النتاج الأدبي باللغة العربية دون أن يكون عبء هذا النشر عند البعض عائقا يبدد آمال المؤلف الحالم بالإبداعات الأدبية.
كما تناول الإتفاقيات التي وقّعتها المؤسسة مع أبرز الجامعات والمراكز والمنتديات الإجتماعية والثقافية في المدينة، لاسيما مع جامعة القديس يوسف للآباء اليسوعيين بإستحداث مكتبة تضم كتبا ومراجع باللغة العربية في مركزها للدروس الجامعية في راسمسقا، اطلقت الجامعة عليها إسم “قاعة سابا قيصر زريق الثقافية” و بإقامة مباراة أدبية سنوية باللغة العربية ينال الفائز بها “جائزة شاعر الفيحاء سابا زريق للإبداع الأدبي” ونشر إطروحة باللغة العربية في كل سنة تتم مناقشتها في الجامعة اليسوعية وتنال درجة مميزة، شاكرا للدكتور إميل يعقوب مساهمته بترتيب الكتب وتبويبها على نحو مهني وبإحتراف.كما شكر صاحب دار الكتب العلمية محمد علي بيضون على إهداء المكتبة نسخا من منشورات داره.
درويش
وألقت الدكتور زهيدة درويش جبور كلمة تحدثت فيها عن أهمية الكتاب وقالت: لعل المتنبي هو أفضل من عبّر عن هذه العلاقة بين الكتاب ومخاطبته الحواس من بصر ولمس وشم حين قال” خير مكان في الدنا سرج سابح وخير جليس في الأنام كتاب” وأزعم أن سابا زريق لديه قناعة بأن اللغة عنصر اساسي من عناصر الهوية الجامعة، وأن الإنتماء للعروبة هو إنتماء للغتها وأن اللغة العربية تختزن مقومات تساعدها على النهوض ومواكبة العصر، إن توفرت لها الطاقات والإرادات الطيبة والسياسات التعليمية والثقافية الهادفة.
أضافت: أن تغتني رفوف هذه المكتبة بعيون الكتب والمراجع العربية إضافة إلى إصدارات جديدة ذات نوعية عالية، هو دعوة للطلاب والباحثين إلى إعادة إكتشاف ينابيع ثقافتنا العربية ونفض الغبار عن ميراث غني سبقنا البحّاثة الأجانب إلى الغوص فيه والتنقيب عن ما يزخر به من كنوز، وهو كذلك دعوة إلى متعة المشاركة من خلال الكتاب في لقاءات سوف تستضيفها قاعة هذه المكتبة التي أرادها منشؤها أن تكون فضاء للتفاعل والحوار.
الحلوة
وألقى الدكتور مصطفى الحلوة امين عام الإتحاد الفلسفي العربي كلمة قال فيها: إذا كان للحفيد سابا زريق أن يدعونا عبر المؤسسة التي يرعى إلى إفتتاح هذه القاعة الرائعة المجهزة تقنيا التجهيز الحسن والمزنّرة بمكتبة عامرة متخصصة باللغة العربية فهو يترسّم خطى الجد، عاشق لغة الضاد والقابض على جمر نارها، وهو الذي أدرك الدور المصيري بل الوجودي للغتنا حين خلص إلى أنها “آخر تراث لنا وأثر من الماضي الذي لا تحيا أمة ولا تحفظ قوميتها وإن شئت، فعل ذاتها، بدونه”.
وقال: لا ريب أن العربية إلى ما عانت زمن شاعرنا، هي اليوم في مواجهة عاصفة جارفة ، بل تسونامي يهب عليها من كل فجّ عميق متمثلا بلغات التواصل الإجتماعي الهجينة، هي لغات تشكل خطرا وجوديا يتهدد لغتنا وتاريخنا وهويتنا أيّما تهديد.
درباس
وألقى الوزير والشاعر رشيد درباس كلمة تناول فيها النتاج الشعري والأدبي لشاعر الفيحاء سابا زريق وقال: ذلكم هو الوراق الأول، ذو المجلدات الست، خلا ما خفي أو تاه، الذي إستوعد سميّه ( الحفيد سابا زريق) أن ينشر آثاره، فتأخر قليلا لأنه كان على مدى الزمن، ورّاقا ايضا من نوع آخر، إذ غاص في كتب القانون حتى بلغ عمق الدكتوراه، ثم أنجز وعده وجعل من مجلدات جدّه لبنات أولى لبناء ثقافي طرابلسي وطيد.
أضاف: راح سابا زريق ( الحفيد) يحرس المنتديات خطبا ونشرا وحضورا و تأسيس هذه المكتبة التي نجتمع في بلاطها وننعم في مناخها والتي ارجو لها إدارة شغوفة متقصّية لتطارد الغرائد والفرائد فتحققها وتدققها ثم تنعم عليها بحضانة رفوفها.
يعقوب
وألقى الدكتور إميل يعقوب كلمة قال فيها: ورث الدكتور سابا زريق محبة اللغة العربية عن جده شاعر الفيحاء سابا زريق، وقرن سميّ المحبة بالعمل، ثم عدد عطاءاته وأهداف وأغراض مؤسسته الثقافية.
وتابع :لقد علّمتنا كيف تكون محبتنا للغتنا، نحن الذين نتشدّق بهذه المحبة مئة مرة في اليوم، ولكننا نزني بلغتنا الف مرة في الساعة، نسمي محلاتنا ومؤسساتنا ومنتوجاتنا بأسماء أجنبية، نكتب إعلاناتنا التجارية بلغة أجنبية، وإعلموا أن الطالب يستطيع أن ينال شهادة الإجازة في بعض تخصصات الجامعة اللبنانية دون أن يعرف كلمة عربية واحدة وإن كانت عامية.
ثم قدّم الدكتور زريق درعا تكريمية للأمين العام السابق للناشرين العرب صاحب دار الكتب العلمية محمد علي بيضون.
وأقيم حفل كوكتيل بالمناسبة.