خاص – كتب المحرر السياسي – Lebanon On Time
لبنان الجريح لبنان المشرذم لبنان الهابط الى قاع جهنم المقطع الاوصال التائه في البراري، اوصلته الى هذا الوضع الميؤس منه، منظومة حاكمة تشكلت في معظمها من امراء الحرب والطوائف، وعملت لسنين عدة على تفكيك اوصال الدولة ومؤسساتها، ودعمت كل من ساهم بشل القطاع العام واضعاف القطاع الخاص.
والغريب العجيب ان كل فرد من هذه الطغمة يغسل يديه من انهيار الدولة ويوجه الاتهامات الى خصمه السياسي، فعلا بتنا في عصفورية، لا احد منا يفهم ما يريده الآخر الاخر.
نعتقد اننا شعب لبيب يفهم من الاشارة، ولكننا اثبتنا اننا اصنام نتحرك بعصبيتنا الطائفية وولائنا للبيك والشيخ والزعيم والعملة الصعبة وحتى لعملتنا الهشة.
يحتفل معظم اللبنانيين سرا او علنا بمغادرة الرئيس ميشال عون قصر بعبدا، والسبب ان عهده شهد محطات عدة فقد فيها الانسان قيمته وكرامته وعيشه الكريم، سيما وان صهره النائب جبران باسيل كان الداعم الاول في الوصول الى ما وصل اليه عمه الذي سيخرج من القصر الجمهوري فاقدا نسبة كبيرة من رصيده الشعبي وهيبته العسكرية ومحبيه واصدقائه.
والصهر الفذ اعتقد انه سلطان الارض والسماء، ولم ينتبه الى انه سيصل يوما ويقول ان حساب الحقل لم يطابق حساب البيدر، وان من يزرع الشوك لا يحصد العنب، لذا عليك ان تعلم ” من يريد ان يحقق احلامه وطموحاته السياسية او غير السياسية عليه اولا ان يتمتع بصفات حميدة وشخصية فذة واسلوب مرن والسعي الى تكبير حجم الاصدقاء والمحبين، ليتمكن فيما بعد من الوصول الى اهدافه ومبتغاه، وعليه ايضا ان يكون غير انفعالي قليل الكلام، كثير الافعال، ويتمتع باياد نظيفة وحنكة في التصرف، غير انفعالي أو متقلب المزاج، وان يكون صبورا وواثق الخطوة، ولم يترك الصهر له صديقا او محبا حتى ضمن عائلته ومحيطه، وعمد الى “تهشيل” كبار القادة والمفكرين في تياره وترك الى جانبه ” الزقفة” والمنتفعين.
وهذا غيض من فيض لسمات الصهر، ولكن بالمقابل نربد ان نلفت انتباه معظم الشعب اللبناني الذين ينظرون بعين واحدة ونسوا من نهبنا وسرق اموالنا وهدم مصانعنا ومؤسساتنا منذ عشرات السنين وحتى يومنا هذا، ويريدون ان يحتفلون بالطبل والزمر والرقص والمفرقعات النارية برحيل الرئيس عون من قصر بعبدا، ونؤكد بالمناسبة ان الفرحة ناقصة ولن تجدي نفعا ولن تطعمنا خبزا ولن تسير احوالنا.
صحيح انه يحق لنا الابتسامة واخذ العبر من هذا العهد، ولكن لن تكون فرحتنا دائمة وفعلية، ما دامت هذه المنظومة تتربع على عرش السلطة ولن تتاثر برحيل احد اعضائها، فهم كثر ويتبادلون الادوار والاوجه، ولن نتمكن من اقتلاعهم طالما اننا لا نزال نمجد الزعيم والبيك والاستاذ ورئيس الحزب والتيار ولو نهب اموالنا و ودائعنا ومستقبلنا ومستقبل اولادنا.
فعلا نحن على امتار قليلة من رحيل الرئيس عون ولكن سنبقى نعاني ونعاني ونتمنى الهجرة الشرعية وغير الشرعية هربا من ذل يفرضه علينا حزب واتباع وازلام ومرتزقة واصحاب النفوذ وسلطة حاكمة بامرها دون محاسبة او مساءلة..
وختاما اريد ان اقول شعبنا بحاجة لليقظة ولن نفرح ونهلل برحيل فرعون وبقاء اربعين.