وشملت “العواقب الخطيرة”، كما وصفها المتحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية (بنتاغون)، في حال أصرت تركيا على شراء المنظومة الروسية، فرض عقوبات على أنقرة، وحرمانها من نظام باتريوت الصاروخي وطائرات إف-35.
ويرى الأميركيون في النظام الروسي تهديدا مباشرا لطائراتهم في تلك المنطقة. أما حلف الشمال الأطلسي (الناتو) فينظر إلى نظام الدفاع إس-400 الروسي على أنه لا يمكن دمجه في نظام الدفاع الجوي الخاص بالحلف الذي تعد تركيا ثاني قوة عسكرية فيه.
حيازة النظامين معا
وتقول واشنطن إن تركيا لا يمكنها حيازة أنظمة دفاع جوي روسية وأميركية متقدمة معا، تُستخدم لاعتراض الطائرات والصواريخ.
ويخشى حلف شمال الأطلسي من أن نشر الصواريخ الروسية وما يتطلبه من تعاون وتدريب مشترك بين قوات تركية وروسية، يمكن أن يؤدي لتسريب معلومات عسكرية وفنية حساسة لروسيا.
وفي محاولة لثنيها عن هذه الخطوة، وافقت واشنطن، في ديسمبر الماضي، على بيع منظومة باتريوتالمضادة للصواريخ كدليل حسن نية لإقناع أنقرة بعدم شراء الصواريخ الروسية المنافسة.
ويقول مسؤولون أميركيون إن عرضا رسميا، سينتهي بنهاية الشهر الجاري، حددتها واشنطن لحكومةأردوغان لاتخاذ القرار بشأن ما إذا كانت ستشتري نظام باتريوت الصاروخي الذي تنتجه شركة رايثيون في صفقة بقيمة 3.5 مليار دولار.
في المقابل، لم يرفض أردوغان العرض الأميركي علنا، لكنه كرر القول إنه لن يتراجع عن عقد لشراء نظامإس-400 الدفاعي الروسي الذي من المقرر تركيبه في أكتوبر. وتقول تركيا إنها دفعت لموسكو بالفعل جزءا من ثمن الصفقة التي تُقَدّر بمليارين ونصف المليار دولار.
طائرات الشبح المقاتلة
وبينما ترفع تركيا شعار “لا تراجع” عن الصفقة الروسية، قال وزير الدفاع التركي خلوصي أكار، الجمعة، إن بلاده تعمل على حل المسألة، بعدما تحدث مسؤولون أميركيون عن “استحالة” موافقة الكونغرس على صفقة مقاتلات من طراز إف-35 الأكثر شيوعا، والمعروفة باسم الشبح، بسبب شراء أنقرة لنظام الدفاع إس-400.
والطائرة إف-35 هي أحدث ما أنتجته الولايات المتحدة، وتعرف باسم طائرة الشبح لقدرتها على تفادي اكتشافها من قبل أجهزة الرادار.
وحلقت هذه الطائرة لأول مرة عام 2006 لكي تكون طائرة المستقبل في القوات الأميركية ولأغراض متعددة.
وتنتج الطائرة إف-35 في طرازات (أيه) وهو مخصص للقوات الجوية الأميركية وحلفائها، و(بي) الذي يخصص لعمليات الإقلاع القصيرة والهبوط الأفقي التي ينفذها سلاحا البحرية الأميركية والبحرية البريطانية، و(سي) وهو طائرات مخصصة للعمل من حاملات الطائرات التابعة للبحرية الأميركية.
وتتميز الطائرة بقدرتها على تفادي الرادارات المعادية، وبإمكانها التحليق في الأجواء المعادية، وكشف الطائرات المعادية ومهاجمتها من دون أن تكتشف.
وتحتوي خوذة الطيار على شاشة عرض، وبالتالي ليس من الضروري أن تكون الطائرة باتجاه الهدف المعادي، كي تطلق النار على الهدف المعادي.
والطائرة مزودة بأجهزة اتصالات وحساسات وتقنيات تحليق متقدمة للغاية، بحيث تبقى على اتصال دائم مع مركز القيادة ويمكن لقائد الطائرة تعقب العدو وتعطيل رادارته وإفشال الهجمات المعادية.
ونتيجة لذلك، تتخوف الولايات المتحدة من أن يكشف شراء تركيا منظومة إس-400 الأسرار العسكرية للطائرات الأميركية من نوع إف-35 التي يفترض أن تكون قادرة على الإفلات من هذه المنظومة من الصواريخ الروسية.
وفي نفس السياق، أعلن القائد الأعلى لقوات الحلف الأطلسي في أوروبا الجنرال الأميركي كورتيس سكاباروتي أعلن، الأسبوع الماضي، أنه في حال اشترت تركيا بالفعل صواريخ إس-400 الروسية “عندها لا يمكننا أن نسمح لطائرات إف-35 بالتحليق بوجود منظومة روسية مضادة للصواريخ”.
فإذا مضت تركيا في إتمام الصفقة الروسية فإنها تخاطر أيضا بألا تتسلم طائرات إف-35 الشبح المقاتلة التي تنتجها شركة لوكهيد مارتن الأميركية، ويمكن أن تواجه عقوبات بمقتضي قانون أميركي يعرف بقانون التصدي لخصوم أميركا من خلال العقوبات.
وكانت واشنطن سلمت أول دفعة من طائرات إف-35 الأميركية إلى تركيا في يونيو الماضي. إلا أن هذه الطائرات ستبقى حاليا في الولايات المتحدة لتدريب الطيارين الأتراك عليها، وهي عملية قد تمتد لسنة أو سنتين حسب البنتاغون.
ورغم ذلك استبعد أردوغان، في مقابلة تلفزيونية الأسبوع الماضي، إلغاء الصفقة مع روسيا التي تبني محطة للطاقة النووي في تركيا وخط أنابيب لتصدير الغاز إلى أوروبا عبر الأراضي التركية.