نظمت لجنة دعم الصحافيين وسفارة دولة فلسطين، لقاء اعلاميا تضامنيا بمناسبة الذكرى السنوية الاولى لاغتيال الصحافية شيرين ابو عاقلة على ايدي قوات الاحتلال الاسرائيلي.
حضر اللقاء ممثل وزير الاعلام في حكومة تصريف الاعمال زياد المكاري مستشاره مصباح العلي، سفير دولة فلسطين لدى الجمهورية اللبنانية اشرف دبور، امين سر حركة فتح وفصائل منظمة التحرير الفلسطينية فتحي ابو العردات، رئيس لجنة دعم الصحفيين حسن شعبان، ممثل نقابة الاعلام المرئي والمسموع رامي ضاهر، المتخصص في العدالة الجنائية الدكتوة عمر نشابة، عضو اللجنة التنفيذية للاتحاد الدولي للصحفيين علي يوسف، ممثلو الاحزاب اللبنانية والفصائل الفلسطينية، ممثلو وسائل الاعلام العاملة في لبنان ممثلو الهيئات والنقابات الحقوقية اللبنانية والفلسطينية.
العلي
افتتح اللقاء بالنشيدين اللبناني والفلسطيني ثم القى العلي كلمة الوزير المكاري قال فيها: “سقوط شيرين لا يسقط الحق الفلسطيني في استرجاع الارض وعودة اللاجئين وبقاء العلم الفلسطيني مرفرفا في ارجاء السماء”.
واضاف: “تميزت شيرين ابو عاقلة بملاحقة القضايا شعبها ورصد ممارسات الاحتلال وكانت من طينة الصحفيين التي لا تهاب فوهة بندقية او جنزير دبابة، فهي مقاتلة من نوع اخر وبسلاح مختلف، شيرين ابو عاقلة كانت الرمز الذي اراد الاحتلال محوها عن الشاشة ولو بالموت”.
ورأى العلي ان “استهداف الصحافي والاعتراف بمقتله عمدا هو جريمة حرب بامتياز بحسب كل المواثيق الدولية”، مطالبا ب “اجبار الاحتلال على احترام عمل الصحافيين وعدم استهداف المدنيين بصلافة غير معهودة”.
واعتبر ان “زمن القول بان الصهيوني يستعمل الاعلام لغسل عقول الشعوب انتهى”، وقال: “تكمن على عاتقنا مهمة الوعي في الصراع مع العدو في الدفاع عن الحق المشروع”.
شعبان
بدوره اكد شعبان ان “جريمة اغتيال الاعلامية الشهيدة شيرين ابو عاقلة شكلت حدثا فارقا لا يزال صداه مدويا في عالم الصحافة وفضاء الحرية منذ عام الى اليوم، حيث لم يكتف الاحتلال باغتيالها عن سابق تصور وتصميم وبدم بارد بل ارفق الجريمة بتضليل اعلامي استند الى كم هائل من الاخبار المفبركة، التي حاولت من خلالها سلطات الاحتلال التملص من مسؤوليتها المباشرة عن هذه الجريمة. وتماديا في افعالها الجرمية لجهة السعي الحثيث لإخفاء معالم الجريمة، اعلنت إسرائيل أنها لن تقوم بإجراء تحقيق في مقتل شيرين الأمر الذي يعتبر جريمة جديدة بحق الراحلة”.
وتابع: “إن لجنة دعم الصحافيين والتي تعتبر ان شأن الاعلام الفلسطيني يمثل محورا رئيسا لعملها واهتماماتها منذ انطلاقها في العام 2016، ترى ان الطريقة التي سيتعامل بها العالم لاسيما المنظمات الدولية والمنظومات الحقوقية المتنوعة هي بمثابة اختبار لجدية هذه المنظمات وتلك المنظومات في حماية الصحافي الفلسطيني والدفاع عن حياته وحقوقه، كما تشكل قضية الشهيدة شيرين معيارا لنزاهة وموضوعية كما جدية المجتمع الدولي في تحقيق سعيه لإنهاء الإفلات من العقاب على الجرائم المرتكبة ضد الصحفيين والتي اعتبرتها الامم المتحدة من أكثر القضايا إلحاحا لضمان حرية التعبير والوصول إلى المعلومات لجميع المواطنين”.
ودعا شعبان الى “ضرورة القيام بكل الخطوات القانونية اللازمة لضمان محاكمة كل من حرض او شارك او نفذ فعلا او قام بالتغطية على قتلة الاعلامية شيرين ابو عاقلة، واعتبار قضيتها قضية حقوقية عامة تمس كل الاعلاميين والصحفيين على امتداد العالم اجمع”.
كما ودعا “المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية للتحرك الفوري في النظر الى الشكوى المقدمة في قضية اغتيال الصحافية شرين أبو عاقلة، ومحاسبة الاحتلال على جرائمه بحق الصحافيين الفلسطينيين”.
نشابة
من جانبه قال نشابة: “الصحافية المقدسية التي تميزت بمهنية عملها ودقة تقاريرها، استشهدت خلال تغطيتها اعتداء جيش الاحتلال الإسرائيلي على جنين. كانت تجمع اخبارا عن الجريمة الدولية المتمثلة بالهجوم العسكري المتكرر على الضفة الغربية. وبلحظة، توسع نطاق الجريمة ليشملها، فأصبحت هي الخبر.”
واكد ان “أي تحقيق مهني في جريمة اغتيال شيرين أبو عاقلة يفترض ان يشمل الظرف الذي وقعت خلاله الجريمة، أي انها اغتيلت فيما كان جيش الاحتلال الإسرائيلي يشن هجوما عسكريا على الضفة الغربية وان نظام الابارتايد الذي ينتهجه العدو الإسرائيلي لا يسمح بإجراء تحقيق جنائي مهني في فلسطين المحتلة، لأن الابارتايد مبني على أساس عنصري يعد فئة من البشر (اليهود) أكثر قيمة من بقية البشر”.
واضاف: “ولا يمكن، بالتالي، ان ينظر المحقق او قاضي التحقيق الإسرائيلي الى المشتبه فيهم على قدم المساواة، وستكون الشبهة مضاعفة بحق الفدائيين الفلسطينيين، ومحصورة بالنسبة للجنود الإسرائيليين، بغض النظر عن القرائن والدلائل الجنائية المتوفرة. ولا بد من الإشارة الى ان نظام الابارتايد الإسرائيلي يمنع قيام تحقيق دولي في فلسطين المحتلة. وقد اثبتت التجارب السابقة عجز المجتمع الدولي ومنظمة الامم المتحدة والاتحاد الاوروبي عن التحقيق في العديد من الجرائم التي تبين أن مرتكبيها إسرائيليون. وبالتالي، فإن تعليق الآمال على المحكمة الجنائية الدولية يفترض ان يأتي فقط بعد ادانة نظام الابارتايد الإسرائيلي من قبل الدول الغربية، وكل ما هو غير ذلك مضيعة للوقت. لكن، هل يمكن أن تدين المجتمعات والدول الغربية التي يتفشى فيها التمييز العنصري والاسلاموفوبيا، خصوصا بعد تزايد اعداد اللاجئين في أوروبا، التمييز العنصري والابارتايد الإسرائيلي؟”.
وتابع: “من سيحاسب الاحتلال الاسرائيلي فعلا قد لا تكون المحكمة الجنائية الدولية او منظمة الأمم المتحدة لأن القانون الدولي لا يعمل وفق نظام محاسبة عادل، بل بحسب ميزان القوى الراجح دوما لصالح الأقوى ودعمه الاقتصادي والعسكري. فحتى لو جاءت التحقيقات بنتائج تكشف الحقيقة، من الذي سيحاسب “اسرائيل؟”.
ضاهر
ومن جهته أكد ضاهر “ضرورة إختيار المفردات والتعابير فيما يتعلق بالعدو الصهيوني لأنه لا وجود لدولة اسرائيل بل هي كيان غاصب وليست دولة معتمدة”.
وأضاف: “نحن كإعلاميين علينا مسؤولية كبيرة ويجب ان لا يكون لشاشاتنا أي علاقة مع هذا الكيان الغاصب ومع المطبعين له”.
واكد ان “شيرين شهيدة من بين مئات الشهداء الذين سقطوا في فلسطين ولبنان، وهنا لا بد من تقديم التحية لكل المقاومين الوطنيين في ذكرى التحرير”.
دبور
وفي نهاية اللقاء كانت كلمة للسفير دبور قال فيها: “حاول الاحتلال اخفاء صوتها خلال السنوات الماضية الا انها استمرت، وبالتأكيد هناك مئات الآلاف من شيرين سيكملون الطريق، وستكشف حقيقة هذا الكيان الغاصب في وطننا المحتل. لقد عرفت شيرين عن قرب خلال الانتفاضة الفلسطينية الثانية وفي مدينة رام الله حيث كانت مراسلة لقناة الجزيرة تحرس ليلا نهارا بوابات المقاطعة، المقر الذي كان يحاصر به الاخ القائد الرمز ابو عمار، تحرس بوابات المقاطعة بكاميراتها وبصوتها، هذه المناضلة كما اخوتها الصحافيين الاخرين الذين لم يفارقوا السور الموجود حول المقاطعة لسنوات طويلة وان دل على شيء فهذا يدل على مدى التزامها بقضيتها ورمزها وشعبها ووطنها”.
وتابع: “كانت شيرين تحمي من خلال صوتها وكاميرتها هي واخوتها بوابات المقاطعة كانت تقف في وجه اعتى جيش مدجج بالسلاح وكان في المقاطعة رجل عظيم اوقد شعلة النضال الفلسطيني هو رمز القضية الفلسطينية القائد الرمز ابو عمار ومارسوا عليه كل الضغوطات وحاولوا بكل السبل الا انه كان صاحب عزيمة لا تلين وكان صوتا كالصخر متشبثا بحق شعبه وحريته واستقلاله الى ان نال ما كان يتمناه”.
واضاف: “عام مضى على الجريمة المتعمدة لإغماض العين الساهرة شيرين أبو عاقلة، المؤمنة بعظمة قضيتها وعدالتها ودورها المتميز في فضح الإرهاب المنظم التي تمارسه دولة الاحتلال الصهيوني. الكيان الغاصب الذي ينتهك بممارساته كافة المواثيق والأعراف الدولية ويتجاوز بممارساته باستباحة الدم الفلسطيني وانتهاك حرمة الأماكن المقدسة وتدمير المنازل، والتهجير الممنهج، والقتل المتعمد كافة حدود الإنسانية التي لا يعرفها اصلا، فصلا جديدا يضاف إلى سجلاته الدموية في ارتكاب المجازر بحق شعبنا منذ عشرات السنين واستهتاره بالقيم والعدالة الدولية وقوانينها مدعوما بصمت دولي مريب بحق الشعب الفلسطيني ومقدساته الإسلامية والمسيحية”.
وختم دبور: “لك المجد يا شيرين في حياتك وأنت تحملين صوت وصورة أبناء شعبك الذي يتعرض للظلم من قبل المحتل الغاصب، ولك الوفاء والعهد من كل فلسطين واحرار العالم بأن تستمر المسيرة، مسيرة النضال في كافة الوسائل لدحر الاحتلال”.