بغير ما تشتهي رياح المراهنين على تشقّقات تصيب المركب الوطني وتضعضع أسس «التسوية» التي شكلت خشبة خلاصه وسط تسونامي الإقليم الجارف، أتى لقاء بعبدا ليجدد التأكيد على متانة المظلة الرئاسية الراعية لمسيرة استنهاض الدولة، سيما وأنّ رئيس الحكومة المكلّف سعد الحريري بادر من القصر الجمهوري إلى تبديد كل «التكهنات والتوقعات» التي تدور في فلك محاولات اختلاق صراع على الصلاحيات بين الرئاستين الأولى والثالثة، مشدداً على أنّ «الدستور واضح جداً في عملية التشكيل ورئيس الجمهورية هو الحامي الأول للدستور»، مع تجديده الإعراب عن تفاؤله بمسار التأليف وثقته بأنّ «الحلحلة باتت قريبة» وكل فريق سيحصل «على حصته كما يجب».
وفي سياق متقاطع مع تأكيد الحريري على إيجابية اللقاء مع رئيس الجمهورية ميشال عون ونصيحته لكل من «يحاول اللعب على وتر التسوية» بأنه سيواجههما معاً، وصفت مصادر قصر بعبدا أجواء اللقاء بأنها «جيدة جداً»، موضحةً لـ«المستقبل» أنّ «أحداً لا يستطيع أن يخلف بين الرئيسين عون والحريري واجتماعهما (أمس) وضع النقاط على الحروف».
وعن مسار عملية التأليف، لفتت المصادر إلى أنّ «الأمور تحتاج إلى مزيد التشاور، وسيعمل كل من رئيس الجمهورية والرئيس المُكلّف من ناحيته على تذليل ما تبقى من عقبات أمام ولادة الحكومة».
وكان بيان بعبدا قد أكد أنّ «الرأي كان متفقاً» بين الرئيسين على «وجوب الإسراع في تذليل كل هذه العقبات لكي تبدأ الحكومة الجديدة عملها ومواجهة التحديات التي تنتظر لبنان على الصعد كافة»، بينما تحدث الحريري إلى الصحافيين مشيراً إلى أنّ «بعض الأمور تحتاج إلى العمل بهدوء من أجل التوصل إلى حل بشأنها وهذا تماماً ما يحصل رغم محاولة البعض تضخيم الأمر أكثر مما يستحق أو افتعال مشاكل في البلد لجهة التخويف من عدم الوصول إلى حل»، وأردف مطمئناً: «سنصل إلى حل ولا زلتُ على تفاؤلي».