أقام لقاء الاعتدال المدني إفطاره المركزي السنوي في طرابلس بحضور حشد من الفاعليات السياسية والإجتماعية والثقافية والدينية وأعضاء اللقاء.
بداية تم عرض شريط مصور نظمه قطاع الشباب في اللقاء يحاكي هواجس وتطلعات شباب طرابلس.
ثم ألقت ممثلة قطاع الشباب في اللقاء رشا عبدو كلمة دعت فيها ” لمعالجة مشكلات الهجرة والبطالة وضآلة المعاشات, والتسليح والتفقير وتهم الإرهاب والسجلات العدلية وغياب التعليم والطبابة”، مطالبة ب”تطبيق خطة حقيقية شاملة تعتمد على العمل الجدي، المرتكز على ضرورة الحفاظ على العيش الكريم والتعددية”.
الاحدب
وألقى رئيس اللقاء النائب السابق مصباح الأحدب كلمة قال فيها: “إن شهر رمضان هو شهر الخير والرحمة وفيه نتذكر دائما كل محتاج ومظلوم. في هذا الشهر الفضيل لا يمكننا إلا أن نتحدث عن الوضع العام في البلد الذي تراجعت فيه مصالح الناس بشكل كبير. ولان شهر رمضان هو شهر النقاء والصفاء، سأكون واضحا جدا بتوصيف وضع طرابلس وما وصلنا إليه، وسأطلعكم على الحلول التي نطرحها لتحسين وضع المدينة”.
أضاف: “إن لقاء الاعتدال المدني تأسس منذ سنتين في الفترة التي كانوا يوزعون فيها السلاح في المدينة التي شهدت أبشع وأسوأ أنواع الظلم بحقها وبحق أبنائها. في هذه الفترة قررنا مع نخبة من الشباب تأسيس لقاء الاعتدال المدني لأننا نعلم أن ثقافة أهل طرابلس هي ثقافة الاعتدال وان إيمانهم وقناعاتهم وشعائرهم الدينية كلها قائمة على الاعتدال. ولقد قررنا العمل منفردين ورفع الصوت لوضع الحلول التي تخدم طرابلس عندما وجدنا أن الشعارات أصبحت تختلف عن الواقع، فخلال العشرين جولة عنف لم نغادر المدينة، وكنا خلال كل جولة نتصدى لاجرامهم بحق أهلنا ونعلي الصوت ونكشف مؤامراتهم على المدينة، فهل يعقل أن يعطى الشباب بأعمار 18 سنة سلاحا و تراخيص ومعاشات ليشكلوا مجموعات مسلحة، ومن ثم يقومون بزجهم بأقبية السجون مع آلاف الأبرياء بموجب وثائق اتصال غير شرعية وغير قانونية جعلوها سيفا مسلطا على رقاب كل من يخالفهم فكلهم شركاء بتدمير طرابلس وإفقار أهلها”.
تابع “لقد سعوا جاهدين لضرب وحدة أبناء طرابلس وتشويه صورتها وما زالوا يحاولون وضع أبناء المدينة في مواجهة مع المؤسسة العسكرية، وأطمئنكم يا أهل طرابلس بأنهم لن ينجحوا فمعظم أبناء باب التبانة هم أبناء المؤسسة العسكرية، وخيارهم هو الدولة ومؤسساتها الشرعية واننا من طرابلس وباسم اهلها نوجه التحية للجيش اللبناني ولقائد الجيش ونحييهم على الجهود المبذولة لحفظ الامن والاستقرار في البلد”.
وقال :” لقد ترشحنا لانتخابات البلدية رغم كل ما سمعناه من انتقادات، وقدمنا مشروعا يؤمن 2000 وظيفة في شرطة البلدية، وتغطية صحية لعشرة آلاف شخص، للقول بأنه بإمكاننا بمقدراتنا المحلية وضع الحلول ان توفرت النية الصافية، فكل وعودهم بالإنماء وتوظيف الشباب بقوى الأمن والجيش ذهبت أدراج الرياح، فها هو الوضع الاقتصادي من سيء إلى أسوأ. لقد كشفت نواياكم السيئة بحق مدينتنا فبعد سنوات من التسوية ووقف الاقتتال لم تقدموا أي مشروع إنمائي لأهل طرابلس، لا بل حافظتم على مجموعاتكم المسلحة لتستخدم عندما تستدعي مصالحكم ضرب الوضع الأمني في المدينة، فسلمتموهم الشأن العام وأمنتم لهم الحماية وطلبتم منهم رفع صوركم، وها انتم اليوم تتقاتلون عبرهم في ما بينكم لتبقى حالة عدم الاستقرار مخيمة على المدينة، إن هذا الأمر غير مقبول ويجب وضع حد له. إن من يريد البقاء بالسلطة لا يحق له أن يظلمنا ويحرمنا من حقوقنا ويحرضنا على الدولة، ومن ثم يعاقبنا لأننا ضد الدولة الظالمة”.
أردف: “السؤال الأساسي الذي يطرح هو على ماذا أنتم مختلفون، اتفقتم على حرمان طرابلس من أي مشروع إنمائي وإفقار أهلها، وتوزيع السلاح على الشباب ومن ثم زجهم في السجون، والإبقاء على حالة عدم الاستقرار الأمني من خلال حماية المجموعات المسلحة، وتشويه صورة المدينة. كلا يا سادة هذه ليست طرابلس.. هذه طرابلسكم وليست طرابلسنا.. الخلاف الفعلي الوحيد بينكم هو طريقة تأمين مصالحكم من خلال الصفقات التي ترتدي ثوب الإنماء، ولم يكن يوما خلافكم على إنماء طرابلس وتحسين وضع أهلها لأنكم ببساطة لا تريدون ذلك. لقد صمت آذان الناس من خطاباتكم المذهبية وتحريضكم الطائفي، وشتمكم النظامين السوري والإيراني وحزب الله، ولم يصدقوكم بعد الآن لأنهم لم يروا منكم إلا المزايدات التي يقابلها التنازلات والتسويات والاستسلام لحزب الله، والمؤمن لا يلدغ من جحر مرتين”.
وختم: “وبما أننا بمرحلة عمل، قررنا برغبة من قطاع الشباب في لقاء الإعتدال المدني، تكريم تلك السيدة التي أثبتت قدرة الثقافة والفن على مواجهة السلاح والنزاعات السياسية والطائفية، السيدة التي حملت راية الأمل، معززة حرية التعبير، مدافعة عن الحقوق موجدة لحلول غير تقليدية للنزاعات الوطنية، محاربة الأمراض التي تفتك بمجتمعاتنا.. رحبوا معي بالسيدة ليا بارودي رئيسة جمعية مارش…”.
بعد ذلك ألقت رئيسة جمعية مارش ليا بارودي كلمة عرضت فيها انجازات الجمعية وشكرت الاحدب على تكريمها”.
ختاما قدم الأحدب درعا تكريميا لبارودي تقديرا لعطاءاتها.