لا تستند الأجواء التفاؤلية التي يجري ضخها عن قرب ولادة الحكومة، إلى معطيات حسية توحي بانفراجات جدية على هذا الصعيد، حيث أن عودة الرئيس المكلف تشكيل الحكومة سعد الحريري إلى بيروت هذا الأسبوع، سيقابلها سفر وزير الخارجية في حكومة تصريف الأعمال جبران باسيل إلى الولايات المتحدة لمدة أسبوع، حيث سيلتقي مسؤولين أميركيين ودوليين ويبحث معهم مسألة النزوح السوري، إضافة إلى تطورات الاوضاع في لبنان والمنطقة.
وهذا يؤشر إلى أن أزمة تأليف الحكومة مستمرة، مع الدخول في الشهر الثالث من عمر التأليف غداً، وسط استمرار المراوحة وتبادل الاتهامات بالتعطيل، على خطي العقدتين المسيحية والدرزية اللتين تعيقان ولادة الحكومة.
وأشارت المعلومات المتوافرة لـ”السياسة”، من أوساط عليمة بخفايا ما يدور في كواليس التأليف، إلى أن رئيس “التيار الوطني الحر” الوزير جبران باسيل سعى جاهداً للحصول على 11 وزيراً، وهذا يؤشر إلى أن هذا الفريق وصل إلى انعدام ثقة بكل حلفائه، لذلك يريد أن يمتلك منفرداً هذا الثلث ليستطيع أن يتحكم بمصير بعض القرارات بمعزل عن المكونات الأخرى، خصوصاً وأن رئيس الجمهورية ميشال عون قال، أن حوالي أربع كتل نيابية حالت دون إقرار خطة الكهرباء، وبالتالي يبدو أن هناك سعياً في هذا الاتجاه.
وقد تمنّى البطريرك بشارة الراعي “أن يتحلى السياسيون بالتجرد عن مصالحهم الخاصة ويتعالوا عن مكاسبهم المالية غير المشروعة وصفقاتهم وتقاسم المغانم على حساب المال العام وأن يتفانوا في خدمة الخير العام”.
وقال : “لبنان يعاني من أزمة تأليف حكومة يُنتظر أن تكون على مستوى التحديات الراهنة وأزمة إجتماعية وأزمة بنى تحتية”، متسائلا “أليس من المعيب أن تكون عقدة تأليف الحكومة الجديدة محصورة بتوزيع الحصص بدل تشكيل حكومة تضمّ خبراء تكنوقراط؟”.
من جهته، شدد وزير الاعلام في حكومة تصريف الأعمال ملحم الرياشي على أن “كل ما يهمنا على أبواب تشكيل الحكومة الجديدة الا يطرق أحد الخيمة، وكل ما يهمنا أن ياتي التمثيل الصحيح وفق الاحجام الصحيحة”، مشيراً إلى أنه “صحيح ان اتفاق معراب أصيب بعطب أساسي واصررنا نحن الطرفين المسيحيين الأساسيين الا يصيب هذا العطب المصالحة المسيحية التاريخية التي وصفها القادة الذين صنعاها الرئيس ميشال عون والدكتور سمير جعجع بالمصالحة المقدسة والتاريخية، لأن هذه المصالحة هي التي ستستمر والاتفاقات السياسية تكون مرحلية”.
على صعيد آخر، أشار الرئيس ميشال سليمان مغرداً، إلى أنه “يمكن أن يكون تشريع زراعة الحشيشة اجراءً مفيداً ولكن ليس قبل استعادة شرعية الدولة على كامل الاراضي وكل السلاح المنتشر خارجها”.
(السياسة)