خاص Lebanon On Time – جوزاف وهبه
غاب وزير الداخلية بسام المولوي، كما غاب وزير المال حسن خليل، في إشارة رسمية حكوميّة – نيابيّة مشتركة (الرئيسان نجيب ميقاتي ونبيه برّي)، عن إجتماع اللجان النيابية ما جعل النوّاب يفهمون، ما كانوا يعرفونه مسبقاً، بأنّة لا نيّة لإجراء الإستحقاق البلدي – الإختياري في موعده المقرّر بدء من السابع من شهر أيّار القادم..وهذا ما جرى استخلاصه خلال وبعد الجلسة، حيث بادر نائب رئيس المجلس الياس بو صعب الى محاولة التخفيف من وطأة التأجيل، بتقديم إقتراح قانون يقضي بتأجيلها لمدّة 4 أشهر فقط، تحت باب التأجيل التقني اللوجيستي، إذا صحّ التعبير!
وقد بات من المؤكّد الدعوة الى جلسة نيابية، تحضرها كتلة التيار الوطني الحر تأميناً للنصاب القانوني، وذلك لإقرار التمديد للمجالس البلدية والإختيارية الحالية، حتّى لا تسقط البلاد في فراغ جديد يؤثّر عميقاً في انتظام الشؤون اليومية للناس، وخاصة في ظلّ غياب رئيس جديد للجمهورية، وفي ظلّ حكومة عاجزة بالكاد تقوم بتصريف ما تيسّر من الأمور!
وهذا التأجيل يحمل في طيّاته تقاطع مصالح بين عدّة قوى سياسية كبرى، أبرزها حزب الله وحركة أمل والتيار الوطني الحر، بالتنسيق مع رئيس الحكومة نجيب ميقاتي الذي قد يظهر امتعاضه من حليفه نبيه برّي من وقت لآخر، كما في مسألة التوقيت الصيفي، إلّا أنّه يحرص على عدم قطع “شعرة معاوية” معه في موضوع كبير كموضوع الإصرار على إجراء الإنتخابات البلدية في موعدها الدستوري..أمّا الأسباب الداعية للتأجيل لدى كلّ طرف فهي التالية:
-حزب الله يمرّ في مرحلة مفصليّة حسّاسة، ربطاً بالتقارب السريع والمفاجئ بين راعيته الحميمة طهران وعدوّته اللدود الرياض، وهذا يفترض أقصى الإستنفار السياسي لمعرفة مدى حدود هذا التقارب، ومدى تأثيراته الأكيدة على دوره في المنطقة، وبالتالي في لبنان.لا وقت للسيّد حسن نصرالله للغرق في زواريب وصراعات القرى والبلدات والمدن، وبالتالي فلنؤجّل الإنتخابات حتى إشعار آخر!
-الرئيس نبيه برّي فتح، بشكل مفاجئ، باب خلافته في حركة أمل (وربّما في رئاسة مجلس النواب) أمام نجله المدعو باسل برّي، وهذا ما يفسّر إصراره على إستبعاد المدير العام السابق عبّاس ابراهيم عن مراكز القرار، وما يفسّر حاجته الى الوقت لترتيب “البيت الداخلي” بعيداّ عن تعاريج ونتائج الإنتخابات البلدية!
-جبران باسيل لا يريد أن يتجرّع مرارة الخسارة في المجالس البلدية.يفضّل أن يمرّر قطوع إستحقاق رئاسة الجمهورية، وهو في التباس أنّه يمثّل أكبر (أو أقلّه ثاني) كتلة مسيحية في البلاد.الإنتخابات البلدية تكشف “أرقام” التمثيل المسيحي، بعيداً عن روافد الدعم الشيعي الذي وفّره له حزب الله في الإنتخابات النيابية الأخيرة!
مصالح مصيريّة عدّة تقاطعت، فكان ما كان من تسويف وتأجيل..فهل يمرّ إقتراح بو صعب (4 أشهر)، أو تمتدّ الفترة الى سنة كاملة؟