قالت صحيفة “ديلي ستار” البريطانية إن الاحتجاجات التي تشهدها إيران منذ ديسمبر، قد تكون كافية لإنهاء سطوة “نظام الملالي” من الداخل بعد أن أوصل البلاد إلى حالة مزرية من الفقر والفوضى بالإضافة إلى سياسة القمع وتكميم الأفواه المتزايداة.
وأوضحت الصحيفة أن الاحتجاجات كانت بدأت بسبب الأوضاع المعيشية والاقتصادية التي بات يعاني منها الشعب الإيراني، لكن غضب الناس اتجه نحو قيادات النظام.
وفي هذا الصدد يقول المعارض محمد حنيف جزائري الذي يرأس صحيفة تابعة لـ”حركة حرية إيران” في المنفى إن التظاهرات كانت في البداية تطالب بتغييرات وتحسينات اقتصادية، لكنها سرعان ما أصبحت ذات مطالب سياسية واضحة.
وأردف جزائري: “تجلى ذلك في هتافات تندد بالتدخل الإيراني في سوريا، بالإضافة إلى شعارات تصيب النظام في مقتل مثل الموت لخامنئي (المرشد الإيراني) والموت لروحاني (الرئيس الإيراني)”.
لكن جزائري أوضح أن “النظام الطاغية في طهران لم يغض الطرف عن التحدي الخطير المباشر، فبادر إلى إطلاق حملة قمع هائلة، ونتيجة لذلك، قُتل عشرات المحتجين في الشوارع أو داخل السجون بعد اعتقاله”.
ووفقاً لمنظمات إيرانية معارضة في المنفى، فقد جرى اعتقال ما لا يقل عن 8 آلاف شخص في الأسابيع القليلة الأولى من الاحتجاجات، في ديسمبر.
كما نشر النظام الإيراني أعدادا كبيرة من قوات الأمن في شوارع العاصمة طهران، لكنها السلطات تجد صعوبة كبيرة في تأمين المزيد القوات للمناطق البعيدة، حيث غالباً ما تطلب الشرطة المحلية الحصول على دعم أمني من المدن الكبرى.
وهنا يوضح جزائري إن قوة الاحتجاجات الأخيرة نابعة من قدرة الإيرانيين على تتظيم أنفسهم، مردفا:”يمكن رؤية ذلك جليا من خلال القدرة على تنسيق الشعارات التي أضحت قطاعات من الشعب ترددها”.
وتابع: “عندما قام عمال المجموعة الوطنية للصلب بمدينة الأهواز بالإضراب خلال شهر أغسطس الماضي، أطلقوا نفس الشعارات التي أطلقها المحتجون في طهران”.
وأشار إلى أن المجلس الوطني للمقاومة الوطنية الإيرانية أنشأ “وحدات مقاومة” هدفها تنظيم احتجاجات مناهضة للحكومة، مشددا على أن تلك الوحدات استطاعت أن تحقق نجاحا كبيرا حتى الآن بسبب دعم الإيرانيين لأهدافها.