جريدة الكترونية تأسست
1/1/2015
الرئيسية / اقتصاد / كيف سيبرر عون التجديد لحاكم مصرف لبنان؟
سلامة

كيف سيبرر عون التجديد لحاكم مصرف لبنان؟

ورد في صحيفة “الأخبار” أنه لا يمكن عزل طرح التجديد لحاكم مصرف لبنان رياض سلامة عن الأزمة السياسية العالقة حالياً. لكن السؤال: هل يقبل رئيس الجمهورية بالتجديد له؟ وكيف يمكن أن يبرر قبوله بما كان يرفضه سابقاً؟

قصة حاكم مصرف لبنان رياض سلامة مع التيار الوطني الحر وتكتل التغيير والإصلاح طويلة ومتشعّبة. بعض من في التيار والتكتل صاغ معه علاقات وطيدة سياسية ومالية. وبعض من في التيار والتكتل عقد معه لقاءات بعيدة عن الاضواء زمن الشغور الرئاسي وما قبله، في محاولة لإبرام اتفاقات “رئاسية”، يوم كان اسم سلامة من بين المرشحين المتقدمين للحلول محل الرئيس السابق ميشال سليمان. وبعض ممن في الطرفين، لم يكن يرى مصلحة ببقاء سلامة في سدة الحاكمية، ويحمّله أخطاءً كثيرة نتيجة السياسة التي اعتمدها منذ أن عيّن عام 1993، وجدد له في 1999 و2005 و2011، طوال السنوات التي كانت فيها قيادات التيار خارج لبنان والسلطة، رغم كل المحاولات لوضع هالة كبرى فوق سياسة سلامة.

وبين هذه التقاطعات، كان الرئيس ميشال عون، وحينها كان لا يزال رئيساً للتكتل، متمسّكاً بفكرة واحدة، بعيداً عن أي مفاوضات وتفاهمات جرت (فيما لو وصل سلامة الى قصر بعبدا)، هي أن التجديد بالمطلق أبغض الحلال، بغض النظر عن رأيه الخاص في سياسة سلامة النقدية والمالية، علماً بأن التجديد لحاكم مصرف لبنان، الذي لا يزال في مركزه منذ 24 عاماً، طرح قبل سنتين في عزّ الشغور الرئاسي، يوم طرح أيضاً موضوع التجديد لقائد الجيش السابق جان قهوجي. كان الخوف من الفراغ الرئاسي وفي قيادة الجيش وحاكمية مصرف لبنان، وهي ثلاثة مراكز مارونية رئيسية تشغل بال عون وغيره، وسط مطالبة سياسيين بضرورة التجديد خوفاً من الفراغ أو حلول غير ماروني بدل قائد الجيش وحاكم المركزي. لكن عون ظل على ثباته في أمرين: تمسّكه بترشيحه للرئاسة ورفض التجديد الذي أوصل لبنان الى أزمات سياسية حادة، من التمديد للرئيس الياس الهراوي والرئيس إميل لحود والمجلس النيابي لدورتين وقادة المؤسسات العسكرية الذين أطاحوا مجموعة من الضباط المؤهلين لخلافتهم نتيجة التمديد لهم، ويطيح أهل الاختصاص أيضاً المؤهلين لحاكمية المصرف المركزي.

مع نجاح رهان عون على رئاسة الجمهورية، بدأت حملة سياسية مركزة تحاول جعل التجديد لسلامة أمراً واقعاً، وتفاعلت هذه الحملة في الاسابيع الاخيرة لتصوير هذا الامر وكأنه ضرورة لإنقاذ الوضع اللبناني، وتحديداً في ملف العقوبات الاميركية المفترضة على لبنان وحزب الله. حتى الايام الاخيرة، كان رئيس الجمهورية، بحسب معلومات مقرّبين منه، رافضاً لإبقاء سلامة في مركزه، رغم كل الايحاءات التي ترددت سابقاً عن أنه أبلغ الحاكم موافقته على التجديد. لكن الحملة الضاغطة ورفع وزير المال علي حسن خليل طلب التجديد للحاكم في عز الازمة بين رئيسي الجمهورية والمجلس النيابي على خلفية قانون الانتخاب وغيره، تعطي لطلب التمديد لسلامة المدعوم أيضاً من الرئيس سعد الحريري والقوات اللبنانية التي شبك معها سلامة منذ سنوات علاقة وثيقة، بعداً آخر، وحيثيات تتعلق بحسابات سياسية ومالية باتت معروفة.

(الأخبار)