إذا كنت تنوي خسارة بعض الوزن في الفترة المقبلة، فعليك أن تعي حقيقة مصطلح “الدهون البنية” وتستغل ظروف البرد، لأن فيهما خلاصك من تلك الكيلوغرامات العنيدة.
ما هي الدهون البنية وما الفرق بينها وبين الدهون العادية التي نأكلها ونخزنها؟ الإجابة عن هذا السؤال الجوهري توضح فحوى الأمر وتحدد خارطة الطريق أثناء فصل الشتاء، فحاول أن تستغل الوقت وتنفذ خطة الخارطة قبل انقضائه.
أولاً: الدهون العادية هي الدهون التي يخزنها الجسم من الطعام الوارد لاستخدامها من أجل الطاقة.
ثانياً: أما الدهون البنية فهي خلايا دهنية منتجة للحرارة يحرقها الجسم أثناء الشعور بالبرد.
هذه الدهون البنية هي المسؤولة عن تأقلم الجسم مع تغير درجات الحرارة، بحيث يتحمل الجسم في فصل الربيع مناخ 10 درجات مئوية مكتفياً بملابس خفيفة، بينما في فصل الخريف يحتاج إلى جاكيت لتحمل نفس درجة الحرارة.
إذا ما السر وراء ذلك؟ هل يملك جسم الإنسان قدرة فطرية تمكنه من “التأقلم” مع الطقس البارد جداً؟ الإجابة، نعم.
القاعدة الأولى: البرد يدفع الجسم لتوليد الحرارة
العلماء اكتشفوا هذه القدرة في جسم الإنسان بفضل دراسة أجريت سنة 1961، لكن باحثاً في الجيش الأميركي قرر التوسع في تحري الأمر، وفق ما نشرت مجلة “Time” الأميركية.
اختار الباحث 10 رجال وتركهم عراة في الخارج في درجات حرارة منخفضة جداً لمدة 8 ساعات في اليوم على مدى شهر كامل. لا غرابة أن الأشخاص الذين شاركوا في الدراسة كانوا يرتجفون كثيراً نظراً لأنها الطريقة المثلى للجسم لتوليد الحرارة. ولكن، بحلول اليوم الـ 14 من التجربة، توقف الرجال تقريباً عن الارتجاف، وبدأت أجسادهم تولد الحرارة بطريقة أخرى.
القاعدة الثانية: البرد يزيد من الدهون البنية
باربرا كانون، أستاذة العلوم الطبية الحيوية في جامعة ستوكهولم في السويد، تؤكد أن الخبراء باتوا يدركون جيداً خصائص الخلايا الدهنية الخاصة المنتجة للحرارة، أو ما يسمى “الدهون البنية”. وأضافت الباحثة، التي نشرت دراسات حول الدهون البنية وفوائدها الصحية، أن “التعرض للبرد يزيد من كمية الدهون البنية الموجودة في الجسم. فردة فعل الجسم الأولى تجاه البرد، والتي تتمثل في الارتجاف، تنشط ما يكفي من الدهون البنية، ليتمكن الجسم من السيطرة على تلك الدهون المسؤولة عن إنتاج الحرارة.
القاعدة الثالثة: البرد يحرق السعرات
يحرق جسم الإنسان المزيد من السعرات الحرارية الزائدة لمواجهة البرد، ما يمكن أن يترتب عنه فقدان البعض من الوزن. وطالما أن المرء لا يفرط في تناول الطاقة الإضافية فإن جسمه المعرض للبرد سيستنفذ تلك الطاقة. وبالتالي، يمكنك أن تتوقع فقدان بعض الوزن.
أستاذ علم الأحياء الخلوي في جامعة السويد في غوتنبرغ، سفين إنيرباك، تشير أبحاثه إلى أن مخازن دهون الإنسان البنية تتغير مع تقدمه في السن وفي غالب الأحيان تنخفض.
القاعدة الرابعة: هناك أمل في علاج السكري والسمنة
أضاف إنيرباك أن “التحولات الأيضية الصحية المرتبطة بالدهون البنية تختلف في بعض الجوانب لدى الأشخاص المصابين بداء السكري من النوع الثاني.
في الواقع، يأمل بعض العلماء أن يُستخدم التعرض للبرد كوسيلة لمكافحة أو الوقاية من مرض السكري والسمنة.
القاعدة الخامسة: للبرد أيضاً هذه المخاطر على القلب
أستاذ مشارك في بيولوجيا الخلايا والأنسجة في جامعة كاليفورنيا في سان فرانسيسكو، شينغو كاجيمورا، أنه “عندما يتعرض الجسم للبرد، يحاول منع فقدان الحرارة عن طريق تقليص الأوعية الدموية، حتى يرتفع مستوى ضغط الدم في الجسم ومعدل ضربات القلب”.
القاعدة السادسة: تكفي ساعتان من البرد كل يوم
وتجدر الإشارة إلى أن كاجيمورا نشر مؤخراً دراسة عن “الدهون البيج”: وهي الدهون البيضاء التي تم تحويلها جزئياً إلى الدهون البنية كردة فعل تجاه التعرض إلى البرد. وهنا لسائل أن يسأل، كم عليك أن تتعرض للبرد من أجل زيادة مستويات الجسم من الدهون البنية المفيدة؟
تقترح الدراسات الحالية أن قضاء ساعتين في اليوم في غرفة تكون درجة حرارتها 18 مئوية، حيث تشعر فيها بالبرد والارتجاف ولكنك لا تتجمد، كافية لزيادة مخازنك من الدهون البنية والبيج. وحتى لو كان يمكنك أن تقف في البرد لكي تقوم بزيادة مخازن الدهون الصحية في الجسم، سيترتب عليك الوقوف في درجة حرارة باردة لكي تكون قادراً على حرق الدهون والانتفاع من الفوائد الأيضية لهذه العملية.
والسابعة: سؤال يبحث عن إجابة
في المقابل، أفادت كانون أنه “إذا قمت بتطوير الكثير من الدهون البنية عن طريق التعرض للبرد، فإن هذا لن يساعدك على البقاء ضعيفاً عندما تصبح في بيئة دافئة”. فضلاً عن ذلك، من غير الواضح ما إذا كان فقدان الوزن والتغيرات الأيضية المرتبطة بالدهون البنية مفيداً على المدى البعيد.
(هاف بوست عربي)