بعد تقرير الأمم المتحدة الأخير الذي كشف عن تعاون عسكري وثيق بين كوريا الشمالية وعدد قليل من دول العالم، اتضح أن بيونغيانغ تلعب دورا مهما في الحرب الدائرة منذ سنوات في سوريا.
وعزز التقرير ما أشيع عن تقارب بين نظامي الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون والرئيس السوري بشار الأسد، أساسه شحنات أسلحة متجهة من أقصى شرق آسيا لأقصى غرب القارة.
وذكر التقرير أن كوريا الشمالية تتحايل على العقوبات الدولية، عبر تصدير الفحم والصلب وبضائع أخرى يمنع تصديرها بموجب عقوبات دولية، لكن الأهم هو تصدير تكنولوجيا التسليح إلى بلاد بينها سوريا.
وعثر فريق باحثي الأمم المتحدة على “دليل على التعاون العسكري من جانب كوريا الشمالية لتطوير برامج الأسلحة الكيميائية السورية”، وذكر التقرير اسم شركة “كوميد” الكورية الشمالية، أكبر شركة لتصدير الأسلحة في البلاد، التي تم إدراجها على لائحة سوداء لكل من الولايات المتحدة والأمم المتحدة.
و”كوميد” اختصار للأحرف الأولى من “شركة كوريا للتعدين والتنمية والتجارة”، ولا يبدو من الاسم أن له علاقة بالأسلحة، إلا أن الشركة تعد الذراع الأهم لحكومة كوريا الشمالية في صفقات توريد الأسلحة والبضائع والمعدات المرتبطة بالصواريخ البالستية والأسلحة التقليدية.
وفي تموز 2005، أدرجت الشركة المملوكة لحكومة بيونغيانغ على قائمة العقوبات الأميركية لدورها في تعزيز البرنامج الكوري الشمالي لأسلحة الدمار الشامل، كما تعرضت لعقوبات أخرى من الأمم المتحدة في نيسان 2009 وتشرين الأول 2014.
وتمتلك “كوميد” مكاتب عديدة في عدد من دول العالم، تسهل للحكومة الكورية الشمالية مبيعات الأسلحة إلى الخارج، وترتبط “كوميد” بعلاقات قوية مع مركز الدراسات والبحوث العلمية في سوريا، المسؤول الأول عن تطوير برامج التسليح السورية، بما في ذلك الأسلحة الكيميائية والبيولوجية والصواريخ البالستية.
وتثير احتمالات لجوء القوات السورية إلى الأسلحة الكيمائية، قلقاً شديداً في الغرب لا سيما الولايات المتحدة، والخميس حذرت واشنطن من أنها مستعدة لبحث القيام بعمل عسكري إذا لزم الأمر لردع الحكومة السورية عن شن هجمات كيميائية.
وأكدت فرنسا أمس الجمعة أنها تشعر “بقلق شديد” من أن دمشق لا تحترم تعهداتها بعدم استخدام أسلحة كيميائية، وأن باريس تعمل مع شركائها لتسليط الضوء على هجمات يشتبه في استخدام الغازات السامة بها خلال الآونة الأخيرة.
وفي 2013، أعلنت سوريا أنها ستتخلى عن كل أسلحتها الكيمائية، لكن خلال العامين الماضيين، خلص تقرير مشترك للأمم المتحدة ومنظمة حظر الأسلحة الكيمائية إلى أن الحكومة السورية استخدمت غاز السارين، كما استخدمت غاز الكلور مرات عدة كسلاح، وهو ما تنفيه دمشق.
سكاي نيوز