وتعرض الدراسة، التي أجراها معهد بوتسدام لأبحاث التأثيرات المناخية، تفاصيل توضح كيف ستصبح فيضانات الأنهار أكثر شيوعًا من السابق نتيجة زيادة نسبة الغازات الدفيئة في الغلاف الجوي، مما يعني أن القيود المستقبلية التي فرضت على انبعاثات الكربون لن تخفف من وطأة الخطر الذي يلوح في الأفق.
وذكرت كذلك أن عدد الأشخاص المعرضين لخطر الفيضانات سيزداد بشكل كبير؛ إذ قد يزداد عدد السكان المتضررين من الفيضانات في الولايات المتحدة الأميركية وكندا من 100 ألف نسمة إلى نحو مليون. وقد يرتفع عدد المتضررين في أميركا الجنوبية من 6 ملايين نسمة إلى 12 مليونًا، أما في أفريقيا فسيزداد من 25 مليونًا إلى 34 مليونًا، وفي آسيا من 70 مليونًا إلى 156 مليونًا.
وكانت دراسات سابقة ذكرت أن السيطرة على تغير درجات الحرارة العالمية ومحاولة إبقاء معدل زيادتها تحت 1.5 درجة مئوية بالمقارنة مع مستوياتها قبل الثورة الصناعية، سيخفف من حدة بعض التأثيرات السلبية للتغير المناخي.
إلا أن تحقيق هذا الهدف يبقى تحديا صعبا على المستويين السياسي والتقني، الأمر الذي جعل فريق معهد بوتسدام يوصي بالاستعداد لأسوأ الاحتمالات وتعزيز التدابير اللازمة لمواجهة المخاطر المتزايدة.
ويحث الباحثون على تحسين إجراءات الحماية ضد الفيضانات في مناطق محددة حول العالم، تشمل أكثر من نصف الولايات المتحدة الأميركية وأجزاء من الهند وأفريقيا وأندونيسيا وأميركا الوسطى والجنوبية وأوروبا الوسطى.
وستحتاج جميع تلك المناطق إلى زيادة تدابيرها الوقائية التي تشمل بناء المزيد من السدود والحواجز، والاستعداد تمامًا لإعادة توطين المجتمعات التي يتعذر تأمين الحماية لمناطقها.
وأظهرت التقديرات مؤخرا أن العام 2017 سجل رقما قياسيا في كونه الأعلى تكلفة لما تكبدته عدة دول حول العالم من خسائر، جراء الكوارث التي وقعت خلاله.