خاص Lebanon On Time- جوزاف وهبه
لا يعرف النائب نعمه افرام أين يقف؟كلّ يوم، يطلّ بشكل جديد، كمن يهيّئ بروفايله لمنصب ما..وكماروني ذي شأن من كسروان، فليس خفيّاً أنّ المنصب المطلوب هو “كرسي بعبدا” التي لأجلها يتعايش موارنة لبنان أو يتقاتلون.وقد بات (كما منذ نشأة لبنان الكبير) قصر بعبدا هو “هوس” كلّ ماروني علا كعبه، ولو قليلاً، عن أرض الواقع، ولو كان ثمن وصوله “خراب البصرة” كما يقال: ميشال عون أبقى البلد أكثر من سنتين ونصف السنة بلا رئيس لحين دخوله الى القصر.سليمان فرنجيه أباح لحزب الله وحلفائه أن يخوضوا معركته حتى النفس الأخير، من الفراغ مهما طال، إلى الحرب مع إسرائيل ولو تدمّر البلد..وجبران باسيل كمن يشهر سيف دونكيشوت “عليّ وعلى منافسيّ، يا رب”، دون أيّ إعتبار لمصير شعب وإقتصاد ووطن!
نعمه افرام (صاحب الكتلة المؤلّفة من نائب طرابلس عن الأرثوذكس جميل عبّود) لا يكفّ عن محاولة التوسّع حيث يجد الى ذلك سبيلا:حاول مع نوّاب “تكتّل الإعتدال الوطني” حيث طلب في الجلسة النيابيّة الأخيرة، من النائب عبّود، أن يصوّت الى جانبهم في ورقة “لبنان الجديد”، ولكنّه سرعان ما اكتشف أنّ حساباتهم الرئاسيّة لن تصبّ في مصلحته، فهم يتأرجحون بين الرغبة في الإصطفاف مع المرشّح فرنجيه، وبين الرهبة من الموقف السعودي الذي يوحي ولا يفصح..وها هو يحاول من جديد في رحلة بحث جديدة عن كتلة ما، يبدو أنّه قد وجدها في نائب الجماعة الإسلامية عماد الحوت، ونائب بيروت عن الطائفة السنّية نبيل بدر.
وتقول آخر المعلومات أنّ كتلة نيابيّة جديدة ستبصر النور من 4 نوّاب (افرام، عبود، الحوت وبدر)، ولكنّ افرام سيكتشف قريباً أنّ نائبي بيروت الحوت وبدر لا يستطيعان، حين يجدّ الجدّ، أن يغرّدا خارج الهوى السعودي، وبالتالي لن يبقى للمرشّح الإفتراضي افرام سوى نائب وحيد، عليه أن يحرص عليه شديد الحرص حتى لا يستفيق ذات إستحقاق، وقد فرّ “العصفور” من القفص الضيّق، إلى فضاء اللعبة اللبنانيّة، حيث الإغراءات كثيرة، والتقلّبات السياسية أكثر وأكثر!
..وهكذا ينتهي به المطاف، كعنوان كتاب الياس مسّوح:تبقى وحيداً..وتندم!