تحت عنوان “كتاب مفتوح إلى الرئيس العماد ميشال عون: أوقف بيع الأوهام للمسيحيين قبل “خراب البيت”، كتب ادمون صعب في “الأخبار”، ومما جاء في مقالته: “هل تستحق “صحة التمثيل المسيحي” ان نهدد الوحدة الوطنية التي تؤمن بها “درع أمان لدرء المخاطر، لانها تقف سدا منيعا في وجه استغلال الفروقات بين اللبنانيين”؟ وبدا السيّد وكأنه يخاطب الرئيس محذّراً من ان خطراً يحدق بالسد، والويل ثم الويل اذا انفجر وأحدث طوفانا سيكون “البيت” أولى ضحاياه!؟ قال نصرالله، ووافقه كثيرون من مختلف الطوائف: كفى مناورات، بمعنى «كفى بيع المسيحيين اوهاماً” في الدرجة الاولى بأن في الإمكان صوغ قانون انتخاب يمكّن المسيحيين من انتخاب نوابهم الـ 64 بأصواتهم، وخصوصاً عندما يكونون يتناقصون بسرعة صاروخية وباتوا ثلث عدد اللبنانيين المقيمين. واذا كان هناك اصرار على الـ64 بأصوات المسيحيين فان ذلك لا يمكن ان يتحقق الا في ظل تقسيم لبنان دوقيات طائفية ومذهبية يناسبها ما اطلق عليه “القانون الأرثوذكسي” الذي ينتج برلماناً طائفياً، اذا ما أضيف الى مجلس الشيوخ الذي يقترح الرئيس نبيه بري إنشاءه، تنفيذا للطائف، يصبح لدينا مجلسان طائفيان، علما ان الطائف كان أساسا محطة مؤقتة يتم منها الانتقال من الدولة الطائفية الى الدولة المدنية، دولة المواطنين لا الرعايا، وهذا لا يتحقق الا بعد إلغاء الطائفية السياسية، يليها مجلس شيوخ تتمثل فيه العائلات الروحية بطريقة متكافئة، ومجلس نواب يتم اختيار نوابه خارج القيد الطائفي، علما انك تعتبر ان “تربية الأجيال الجديدة على الالفة والوفاق تساعد على إلغاء الطائفية”.
فخامة الرئيس، لا نكاد نصدّق أنفسنا، وانت المدرك الخطر المحدق بلبنان، انك تقف متفرجاً على الوقت ينفد بسرعة ولا تبادر الى استدعاء الدكتور فريد الخازن الذي شغل رئاسة دائرة العلوم السياسية في الجامعة الأميركية، والوزير سليم جريصاتي أستاذ القانون والعضو السابق في المجلس الدستوري، والنائب غسان مخيبر الخبير في التشريع، ومستشارك للتفاوض والشؤون الدولية الياس ابو صعب وتبلغهم ان اللعبة انتهت، وان المطلوب مشروع لقانون انتخاب يعتمد النسبية ويصحح التمثيل المسيحي تدريجا، ويحقق العدالة والمساواة للجميع، “ويدرء الخطر المحدق بالوحدة الوطنية، درع الأمان”. مطلوب من “بي الكل” ان يبادر بسرعة قبل انهيار السد وخراب البيت.
(الاخبار)