فتتحت جامعة بيروت العربية المعرض التوظيفي الحادي عشر في حرم الجامعة برعاية وزير العمل محمد كبارة وحضور والرائد نور شعبان ممثلا المدير العام لقوى الامن الداخلي عماد عثمان، رئيس الجامعة الدكتور عمرو جلال العدوي، نائب رئيس الجامعة لشؤون فرع طرابلس الدكتور خالد بغدادي، نائب رئيس الجامعة للعلوم الطبية الدكتور عصام عثمان، الامين العام للجامعة الدكتور عمر حوري واعضاء الهيئتين الاكاديمية والادارية وممثلي الشركات والمؤسسات الداعمة والمشاركة وطلاب واعضاء الهيئة المنظمة للمعرض.
بداية النشيد الوطني ونشيد الجامعة، ثم كلمة ترحيب من المهندسة ساندي شعبان التي عرفت بوظيفة المعرض الذي “يتيح المجال امام الطلاب للتعرف الى فرص العمل المتاحة لدى الشركات والمؤسسات المشاركة للعمل او التدريب لديها”.
الكردي
وألقى مقرر لجنة المعرض التوظيفي عميد كلية الهندسة الدكتور عادل الكردي كلمة اكد فيها “حرص الجامعة دوما على ان تكون رائدة في المجال العلمي بمثل ريادتها الاكاديمية وبايمانها بدور جيل الشباب وفاعليته في بناء الاوطان والنهوض بها ما جعل من هذا المعرض التوظيفي محطة سنوية”.
ورأى “ان التحديات تزداد عاما بعد عام في ظل الركود الاقتصادي الذي يمر به الوطن خصوصا والمنطقة عموما”، وأضاف: “ولكن ها هو المعرض التوظيفي ينطلق اليوم من اجل عزمنا على مواجهة الصعاب، ويقيننا بأنه لا بد من بصيص امل ننيره للشباب لنشعرهم ونؤكد لهم أهمية دورهم، دور شباب الغد والمستقبل. ان جامعة بيروت العربية تضع كل امكاناتها المعرفية والفكرية والثقافية، في تصرف الاجيال المستنيرة من الشباب، التي تساهم في تنمية الوطن، وهي تتفاعل بقوة مع مؤسسات المجتمع المختلفة، من خلال تنفيذ نشاطات وفاعليات، تتمركز اهدافها في المشاركة الفاعلة في خطط التنمية في مختلف التخصصات لاعداد جيل واعد، جيل قادر على العطاء والوفاء والمثابرة، جيل قادر على اثبات الذات للنهوض بالوطن الحبيب، ورفعته والمحافظة على مقدراته”.
واكد “حرص جامعة بيروت العربية على دعم طلابنا ليبدأوا مشوارهم في الحياة العملية من خلال تنظيم هذا المعرض التوظيفي الذي يتيح التعرف الى الشركات والمؤسسات وارباب عملها”.
العدوي
ثم تحدث الدكتور العدوي فشكر الوزير كبارة “لحرصه على الحضور شخصيا لافتتاح معرض سوق العمل الذي تحرص جامعة بيروت العربية على تنظيمه كل عام، والذي يطلق عليه سوق العمل، وهو المعرض الـ11 لكي يتعرف الطلاب الى سوق العمل وليكونوا فكرة عن متطلبات العمل، وكذلك الشركات المشاركة التي تأتي وتطلع على مستوى طلابنا وعلى ما نقدمه الى المجتمع من خلال التعليم الذي نقدم الى الطلاب”.
وأضاف: “لقد حرصت الجامعة على التميز والنوعية وجودة العلم وعلى الاعتماد الدولي لكل برامجها لأن الاعتماد الدولي يصب، في النهاية، في سوق العمل لأنه عندما يكون هناك برنامج معتمد يعني ان هذا البرنامج يؤهل الطالب لكي يكون ملائما لممارسة هذا التخصص. لذلك حرصنا على حضور معظم كلياتنا على الاعتماد الدولي وطلابنا يشرفون الجامعة في لبنان او خارجه في كل مجالات العمل المختلفة”.
وتابع: “لا نقول ان الفرص والوظائف متاحة بل نعترف بأن هناك مشكلة في لبنان والوطن العربي بالنسبة الى توفير فرص امام الشباب ولكن لا يعني ذلك الاحباط انما انصح الطلاب بالاصرار على ان يكونوا جزءا من المجتمع ومن تنميته، وألا ينتظروا الوظيفة بل يسعوا الى بعض الابتكارات لتوفير بعض النشاط الذي يحتاج اليه المجتمع ونحن في جامعة بيروت العربية نشجع الابداع والطلاب على الابتكار”.
وقال: “ان الجامعة تدرس إنشاء مدارس للابداع في طرابلس وبيروت والدبية والبقاع لتشجيع الطلاب على تقديم الابتكارات ونحن ندعمهم بالخبرات الموجودة بحيث ان يكون هناك اعتماد على الافكار، وليس انتظار الوظيفة او الوظيفة الحكومية، وبالتالي فان الوظائف لن تصل الى كل طالب ولذلك نحن نسعى ويجب ان يكون هناك اصرار للطلاب مهما كانت التحديات والصعوبات التي نواجهها في هذه الايام سواء اقتصادية او غيرها. فيجب ان يكون هناك دائما أمل للشباب ونحن بدورنا نحقق مستقبلا افضل للشباب بأن نعطيهم هذا الامل بالمساندة والدعم منا ومن كل الاجهزة المختلفة ونحن حرصاء على التواصل مع ابنائنا الطلاب سواء في دراستهم او بعد تخرجهم من خلال مكتب التوظيف”.
كبارة
وكانت كلمة الختام للوزير كبارة قال فيها: “لا بد لي إلا أن أشكر جامعة بيروت العربية، على هذا الجهد السنوي المميز، للإضاءة على حاجات سوق العمل وعلى فرص العمل، وهي بهذا التوجه تضيء على قضية من أكبر القضايا التي تواجه الشباب اللبناني بعد التخرج.
أرى في عيونكم ذلك الأمل الممزوج بالخوف من المستقبل، وأنا أتفهم جيدا هواجسكم.
آلاف الشباب اللبناني من خريجي الجامعات يواجهون معضلة البطالة التي كانت تدفع كثيرا منهم الى الهجرة، إلى أسواق العمل الخارجية، لأن سوق العمل اللبنانية لا توفر لهم فرصا كافية للبقاء في لبنان.
أرى في عيونكم هذا القلق من الغد. فالدولة لم تستطع وضع استراتيجية واضحة لحماية شبابنا من الهجرة والافادة من الكفايات اللبنانية الكبيرة.
الدولة مقصرة. هذا صحيح. لكن الظروف كانت تضغط عليها وتعرقل إطلاق استراتيجية وطنية لمعالجة أزمة البطالة المرتفعة، فكان شبابنا يشدون الرحال إلى الخارج، وخصوصا إلى دول الخليج العربي، من أجل بناء مستقبلهم. لكننا اليوم نواجه معضلة مزدوجة، لأن فرص العمل في الخارج تضاءلت بشكل حاد للخريجين الجدد، بينما عاد كثير من الذين سبقوهم إلى الهجرة، بسبب متغيرات في تلك الدول وفي العالم. ولهذا، فقد أصبح العبء على لبنان مضاعفا”.
وخاطب الشباب: “للمرة الأولى منذ إطلاق ورشة إعمار لبنان بعد الحرب في العام 1992، أي منذ أكثر من ربع قرن، يعود الأمل بإطلاق ورشة مشابهة تستنهض لبنان بسواعد شبابه من خريجي الجامعات.
نجح رئيس الحكومة دولة الرئيس سعد الحريري في صوغ خطة ضخمة لإطلاق ورشة كبرى، ونجح الرئيس الحريري في إقناع الدول في مؤتمر باريس الأخير، أن تقدم الى لبنان مساعدات استثنائية، سيكون لها الأثر البالغ في تغيير المسار الاقتصادي للبنان وتوفير فرص عمل للشباب اللبناني.
إن ما حصل في هذا المؤتمر من احتضان للبنا نإنما يدل على حجم الثقة بالرئيس الحريري لإدارة هذه الورشة التي تتطلب منا جميعا حمايتها من المتضررين الذين بدأوا يشككون بها.
قبل مؤتمر “سيدر”، كان هناك مؤتمر روما لدعم الجيش، وبعده ستكون هناك مؤتمرات جديدة من أجل دعم لبنان”.
وأضاف: “إن هذه الورشة التي أطلقتها الحكومة برئاسة الرئيس الحريري، هي ملك اللبنانيين، وخصوصا الشباب والأجيال، لأن المستفيد الأول منها هو أنتم الذين تعيشون قلقا دائما من الغد، وتفكرون، منذ اليوم الأول في الجامعة، بفرص العمل.
إن هذه الورشة تاريخية واستثنائية، وعليكم أنتم حمايتها لأنها تحفظ لكم مستقبلكم، وعلينا جميعا احتضانها من خلال دعمها بالوقوف مع الرئيس سعد الحريري الذي استثمر موقعه ودوره في خدمة لبنان وهذه الورشة”.
وختم متوجها الى الشباب: “إذا نجحنا اليوم في تمهيد الطريق أمام خطة النهوض التي وضعتها الحكومة، فإن المستقبل سيكون مشرقا، وسيتوقف نزف الهجرة وسننجح سويا في تأمين فرص عمل للأجيال اللبنانية.
إن الانتخابات المقبلة بعد أسابيع، ليست إلا فرصة لتعزيز وحماية الاستراتيجية الوطنية لحماية مستقبل لبنان وشباب لبنان. فلتكن لكم كلمتكم التي تعطي زخما لهذه الخطة. ولتتكاتف الأيدي من أجل الدفاع عن مستقبلكم، لأنكم أنتم مستقبل لبنان”.
وقدم رئيس الجامعة الى الوزير كبارة درع “محبة وتقدير”.