قمر الدين يعود..بالإقتراع!

 
جوزاف وهبه .. Lebanon On Time
..وفي الجلسة الرابعة عاد أحمد قمر الدين بالإقتراع (11 صوتاً مقابل 4 أصوات لمحمد تامر) رئيساً أصيلاً لبلدية طرابلس، التي شهدت تقلّبات عديدة طوال سنوات ولاية المجلس الحالي الممدّد له، والذي يتّفق الجميع على أنّه “الأتعس”والأقلّ إنتاجاً في سياق المجالس البلدية المتعاقبة، فيما كان يفترض أنّ أعضاءه يحملون التغيير المنشود الذي سعى إليه أبناء طرابلس حين صوّتوا لهم في مواجهة لائحة السياسيين منذ أكثر من 6 سنوات!
وكما النواب التغييريون ال 13 الذين سقطوا في التجربة عند أول إمتحان سياسي جدّي، كذلك أعضاء بلدية طرابلس أظهروا قصوراً أمام الملأ، وغرقوا في حسابات شخصية وأنانيات جعلتهم يحيدون عن الإصلاح البلدي، وجعلتهم يتخبّطون تارة في إسقاط قمر الدين، وطوراً في إسقاط الدكتور رياض يمق، ليعودوا بعد ثلاث سنوات من جديد الى قمر الدين كأنّ شيئاً لم يكن، سوى أنّ المدينة قد خسرت سنوات من عمرها والكثير الكثير من رصيدها!
ما جرى قد جرى، ولا ينفع الندم كما لا ينفع البكاء على أطلال المبنى البلدي المحترق. فما هو مطلوب – على السريع – إعادة ترميم ما احترق في المبنى الأثري الذي يشكّل وجه وواجهة المدينة، حيث كان الرئيس السابق يمق يستقبل السفراء والبعثات على رائحة الدخان، مصرّاً على عدم الترميم، وكأنّه في ذلك يعاقب المدينة وأهلها على ما اقترفته أيدي مخرّبين وجهلة..
والمطلوب أيضاً إنهاء إشكالية سوق الخضار الجديد للإنتقال إليه بعد أن ساهم التأجيل والتأخير في انتقال التجار في ترك محتوياته الثمينة عرضة للصوص الذين عاثوا به خراباً.
وربّما المطلوب أيضاً إنهاء تلزيم المسلخ الجديد المموّل من صندوق التنمية الكويتي، على أن تبتعد المناقصة والتنفيذ عن الفساد والهدر المعهودين..وربّما يمكن للرئيس قمر الدين أن ينهي الأشهر الباقية من عمر المجلس العتيد بالإهتمام الملموس بمكبّ النفايات المشتعل.
لا عذر لقمر الدين هذه المرّة في عدم التعاطي المسؤول مع هذه القضايا الأربعة، أو وضعها على الأقل على سكّة التنفيذ..ما يجعل ختام ولايته وولاية المجلس “مسكاً” يمكن أن يستذكره المواطنون بشيء من الخير، في يوم من الأيام!