قمر الدين وعلم الدين!

خاص Lebanon On Time – جوزاف وهبه
ما تنبئ به الأيّام القادمة لا يحمل سمات التغيير والتجديد. ما نراه على الأرض، حتّى الساعة، من تحرّكات وإفطارات ووجوه، ربّما يبشّر بغيمة سوداء قد تغطّي سماء المدينة، والميناء أيضاً. فالمعركة الهجوميّة التي سبق أن شنّها الرأي العام والنوّاب الجدد، بعد انتخابهم، على “مافيا المولّدات” لم تنجح في زحزحة ولو شعرة واحدة من رؤوس هؤلاء القابضين على الضوء بأعلى تسعيرة في لبنان .

لقد حقّق التحالف القائم (المحافظ رمزي نهرا، أصحاب المولّدات وبعض الأجهزة الأمنيّة..) نصراً مبيناً على صرخة المجتمع المدني وعلى بيانات النواب الذين سرعان ما فرط عقدهم، مع إنتصار المجلس الدستوري لطعون النائبين فيصل كرامي وحيدر ناصر..
مع إقتراب موعد الإستحقاق البلدي – الإختياري في السابع من شهر أيّار القادم، تشهد مدينة طرابلس هجوماً إستباقيّاً لأصحاب المولّدات، بالإستناد إلى إمكانيّاتهم المالية الضخمة، وإمساكهم بقبضايات الشوارع، وتشابك مصالحهم مع طبيعة عمل الأجهزة الأمنية التي تحتاج إلى “صندوق أسود” لتسهيل عملها الأمني، في ظلّ عجز الدولة عن توفير ذلك عبر الأطر الماليّة الرسميّة!
رغم كلّ ذلك، ثمّة حراك لا يزال في مراحله الأولى لتشكيل لوائح من رحم المدينة، وليس من طفرة القوى المستحدثة، ومنها ما يسعى الى ترتيبه رئيس بلدية طرابلس الحالي أحمد قمر الدين، في محاولة لتشكيل لائحة أقرب الى مصالح الناس وإلى سمعة المدينة، بقواها الحيّة من تغييريين ومثقفين وعائلات ترفض أن تخضع لنفوذ الكتلة الماليّة الصاعدة، والتي ستجعل من الموقع البلدي خاضعاً لسيطرتها ونفوذها..

كما يسعى الى لائحة مماثلة في مدينة الميناء الرئيس السابق للبلدية عبد القادر علم الدين الذي طالما عرف كيف يدير البلدية وكيف يحافظ على وجه الميناء الجميل، بكورنيشها وشوارعها الداخليّة الأثرية!
يبقى الأمل معقوداً على تحرّك جدّي للقوى السياسية المحلية من رئيس الحكومة نجيب ميقاتي، الى النواب بمختلف توجّهاتهم، أمّا لدعم توجّهات الرئيسين قمر الدين وعلم الدين..وأمّا لبلورة خيارات جديدة توصل مجالس بلدية جديرة بالتنمية، بعيداً عن الصراعات القاتلة!