يقول وزير بارز لصحيفة “الحياة” إن لا مفر من إجراء الانتخابات النيابية في لبنان في موعدها المقرر في أيار (مايو) المقبل، لأن ترحيلها إلى أجل غير مسمى سيرتد سلباً على البلد، وستكون له تداعيات تهدد بانهياره وتفكيكه، وهذا ما سيلقى معارضة شديدة من المجتمع الدولي، إضافة إلى إلحاقه الضرر السياسي والمعنوي بصدقية رئيس الجمهورية ميشال عون والحكومة على السواء، اللذين التزما إنجاز الاستحقاق النيابي في موعده، باعتباره الممر الإلزامي لإعادة تكوين السلطة.
ويلفت الوزير البارز نفسه إلى أن لا مشكلة نائمة أو ظاهرة للعيان يمكن أن تبرر تأجيل الانتخابات النيابية، ويقول إن التأزيم السياسي الذي يشهده لبنان من حين إلى آخر أخذ يتراجع تدريجياً، مع إقرار سلسلة الرتب والرواتب للعاملين في القطاع العام، والتصويت على الموازنة للعام الحالي في البرلمان، الذي أريد منه تمرير رسالة للداخل وللخارج مفادها أن المالية العامة في الدولة في طريقها إلى الانتظام، بعد تعذر إقرار الموازنة 12 عاماً على التوالي.
ويرى الوزير عينه أن ما يهم المجتمع الدولي هو الحفاظ على الاستقرار في لبنان وتحييده عن النزاعات والصراعات السياسية والعسكرية، وهذا ما يبرز من خلال دعوته إلى الاستمرار في سياسة النأي بالنفس عن الحروب المشتعلة من حوله، وبالتالي لا بد من بقاء حكومة «استعادة الثقة»، لأن لا مصلحة في إقحام البلد في فراغ، وهو يستعد لإنجاز الاستحقاق النيابي، على رغم أن بعض الأطراف المشاركة في الحكومة لا ترى أي مبرر للبقاء في الحكومة، وأنه من الأفضل لها الخروج منها والاستعداد لخوض الانتخابات النيابية، بذريعة أن هناك من يستغل وجوده فيها ويحتكر لنفسه كل ما صدر حتى الآن من تعيينات على كل المستويات، في إشارة إلى أن «التيار الوطني الحر» ناب عن المسيحيين في هذه التعيينات.
ولدى سؤال الوزير البارز ما إذا كانت التطورات الأمنية والعسكرية المحيطة بلبنان ستبقى تحت السيطرة، بما يسمح بإجراء الانتخابات في أجواء هادئة، ولن يطيح بها احتمال حصول حرب بين إسرائيل و «حزب الله» ومن خلاله إيران، في ظل عدم قدرة النظام في سورية على التأثير في قرار السلم والحرب، أجاب بأنه يستبعد حصول مغامرات عسكرية في الجنوب، سواء من قبل إسرائيل أو «حزب الله»، وأن ما يحصل في الوقت الحاضر ليس أبعد من تبادل الحملات النفسية والتهديدات.
ويعزو الوزير نفسه السبب إلى أن إيران ليست مضطرة لاستدراج العروض لاندلاع حرب جديدة في جنوب لبنان، لأنها لا تريد أن تخسر الموقف الأوروبي الذي لا يزال يتعاطف معها حيال تهديد الرئيس الأميركي دونالد ترامب بنبذ الاتفاق النووي مع إيران بدعم الأمم المتحدة والدول ذات العضوية الدائمة في مجلس الأمن الدولي وألمانيا.
ويضيف أن أي تصعيد في الجنوب سيدفع بهذه الدول الى إعادة النظر في موقفها الذي هو أقرب إلى إيران في نزاعها الدائر مع الولايات المتحدة حول الاتفاق النووي، إضافة إلى أن طهران ومن وجهة نظرها تعتبر أن لديها نفوذاً في لبنان من خلال «حزب الله»، وبالتالي ليست في وارد التفريط به، في حال أن الحرب التي يدور الحديث عنها ستؤدي إلى تغيير قواعد الاشتباك في الجنوب، خصوصاً أن التمديد لـ «يونيفيل» في جنوب الليطاني هذه المرة انطوى على تبدل في الموقف الأوروبي لجهة إصراره على تفعيل دور القوات الدولية العاملة في جنوب لبنان لتطبيق القرار الدولي 1701.
لقراءة المقال كاملا اضغط هنا
(الحياة)