من المفترض أن يبدأ لبنان عمليات الحفر الاستكشافية لآبار النفط والغاز في البحر بداية عام 2019، بعد موافقة لبنان الرسمي على العرض المقدم من ائتلاف شركات “توتال” الفرنسية و”إيني” الإيطالية و”نوفاتيك” الروسية للتنقيب عن النفط والغاز في المياه الخالصة الاقتصادية اللبنانية والمباشرة عام 2019 في البلوكين الجنوبي (9) والشمالي (4).
ما قبل تصريح وزير الامن الاسرائيلي افيغدور ليبرلمان (القطاع رقم 9 في المياه الاقليمية اللبنانية هو منطقة اسرائيلية تابعة لسيادة دولة اسرائيل، وان اسرائيل لن تسمح بطرح المناقصة الدولية لسحب النفط والغاز من القطاع رقم 9 ) ليس كما قبله، يؤكد مصدر مطلع على السياسة الغربية.
لن يُلغى حفل توقيع عقود الاستكشاف والتنقيب مع تحالف شركات النفط (توتال ، نوفاتك ، وإيني)، في 9 شباط المقبل والذي سيحضره الرئيس ميشال عون ورئيسا المجلس نبيه بري والحكومة سعد الحريري.
لكن توقيع العام 2018، بحسب المصدر، لا يعني أن التنقيب في العام 2019 حاصل لا محالة. فالشركات، على حد قول المصدر نفسه، لا يمكنها أن تحفر في البلوك التاسع. فالدول المعنية (ايطاليا- روسيا – فرنسا) تبلغت الموقف الاسرائيلي الرافض، وبالتالي ربما لن يبصر التنقيب النور ولن يتمكن لبنان من الحصول على حقه النفطي بسبب النزاع مع العدو الإسرائيلي. علماً أن أوساطاً سياسية أخرى رأت أن كلام ليبرلمان لا يتعدى التهويل على الدول ذات الشأن وترجيحها التزام فرنسا وروسيا وايطاليا تجاه لبنان وعدم التراجع.
وإذا لم تصح الفرضية التي سبقت وجرى التنقيب فإن عملية استخراج الغاز ستكون صعبة وتتطلّب الوقت والمال. فكميات الغاز اللبناني موجودة على عمق 2150 متراً. اما تصديره، بحسب المصدر، فلن يعود على لبنان بالربح المرجو. فالغاز اللبناني لن ينجح في المضاربة في السوق الاوروبية التي تشهد هبوطاً في الاسعار،لأن كلفة استخراجه ستكون مرتفعة، وبالتالي سيكون سعره أعلى بكثير من سعر الغاز الروسي، فضلا عن أن مصر وقبرص وتركيا سبقت لبنان في التعامل مع السوق الأوروبية، وبالتالي فإن تأخر لبنان في “تشريع” عملية التلزيم إرتدّ سلباً عليه، كل ذلك بمعزل عن اتفاق إيطاليا، اليونان، قبرص وإسرائيل على بناء خط غاز تحت الماء من الحقول المنتجة في شرق المتوسط إلى أوروبا الذي عزل لبنان. وسط هذا المشهد تؤكد مصادر مطلعة أن لبنان يحتاج إلى نشاط دبلوماسي ليعوض الخسائر التي لحقت به نتيجة التأخير في اطلاق قطار الاستثمار النفطي.
لبنان 24